جرائم حرب.. الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بـ”الاستهتار بحياة البشر” في غزة

في تصعيد جديد للتحذيرات الدولية، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الغارات الإسرائيلية على غزة، والتي استهدفت مناطق مأهولة بالسكان وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، "تحمل بصمات جرائم وحشية"، مما يعكس خطورة الانتهاكات المستمرة بحق السكان في القطاع.
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "هناك استهتار صارخ بحياة البشر وكرامتهم. أعمال الحرب التي نراها تحمل بصمات جرائم وحشية"، مشيرًا إلى القلق الدولي المتزايد إزاء استمرار التصعيد العسكري وارتفاع أعداد الضحايا.
على الجانب الآخر، أشار لايركه إلى استئناف الفصائل الفلسطينية في غزة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وهو ما يعكس استمرار حالة المواجهة العسكرية المتبادلة، وسط غياب أي بوادر للتهدئة.
ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفر عن مقتل 855 شخصًا على الأقل، في ظل أزمة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم. كما أدى التصعيد إلى نزوح 142 ألف فلسطيني خلال أسبوع واحد، مما يضاعف من معاناة السكان في ظل تعليق إسرائيل دخول المساعدات وقطع التيار الكهربائي عن القطاع.
وفي ظل هذه التطورات، يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية، وسط تحذيرات من أن استمرار العنف قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
جرائم وحشية
كشف المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، أن الجيش الإسرائيلي يحاصر آلاف المدنيين، مشيرًا إلى وجود جثامين في الشوارع لا تستطيع فرق الإنقاذ الوصول إليها بسبب الاستهداف المباشر الذي تتعرض له الطواقم أثناء عملها.
وأضاف أن مصير 50 ألف مواطن في رفح ما زال مجهولًا، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، وغياب المساعدات الإنسانية نتيجة استمرار العمليات العسكرية.
كما أكد الدفاع المدني أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار مباشرة على فرق الإنقاذ أثناء محاولتها إجلاء الضحايا والمصابين، مما يعطل جهود الإغاثة ويضاعف من معاناة المدنيين المحاصرين، الذين يجدون أنفسهم بين نيران القصف والجوع وانعدام الخدمات الطبية.
شهدت خربة جنبا في مسافر يطا جنوب الخليل اليوم الجمعة اعتداءً جديدًا من قبل مستوطنين مسلحين استهدف رعاة الأغنام والسكان المحليين، ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين بجروح وكسور.
اعتداء عنيف على الرعاة والسكان
هاجم مجموعة من المستوطنين المسلحين ماهر أحمد محمد ونجله الطفل أسامة أثناء رعي الأغنام في خربة جنبا، حيث تعرضا للضرب المبرح مما أدى إلى إصابتهما برضوض وجروح.
ولم يتوقف الاعتداء عند هذا الحد، إذ وسّع المستوطنون هجومهم ليشمل سكان الخربة، حيث اعتدوا على المواطنين بالضرب، ما أسفر عن إصابة كل من عزيز شحدة العمور ونجله الطفل أحمد بكسور وجروح، بالإضافة إلى رجل مسن يبلغ من العمر 70 عامًا. وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
اقتحام إسرائيلي وتدمير للممتلكات
وعقب الاعتداء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخربة، وقامت بمداهمة منازل المواطنين وتدمير محتويات عدد منها، كما احتجزت السكان ونكّلت بهم بدلاً من حماية الضحايا من اعتداءات المستوطنين.
تصعيد مستمر في مسافر يطا
وتأتي هذه الحادثة في إطار تصاعد هجمات المستوطنين في مسافر يطا، حيث يتعرض رعاة الأغنام والمزارعون لاعتداءات متكررة تستهدف ممتلكاتهم وأرزاقهم. وتتم هذه الهجمات بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لدفع السكان إلى الرحيل القسري، تمهيدًا لتوسيع المشاريع الاستيطانية في المنطقة.