اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

فرنسا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على لبنان وتطالبها بالانسحاب الفوري من الجنوب

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

بالتزامن مع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد استقباله الرئيس اللبناني جوزيف عون، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمه التام لسيادة لبنان.

وشدد خلال مؤتمر مشترك مع نظيره اللبناني، اليوم الجمعة على أن الغارات الإسرائيلية على بيروت غير مقبولة وتشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في نوفمبر الماضي.

نزع سلاح حزب الله

كما أكد أن على كل الأطراف احترام اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل. ودعا الجيش الإسرائيلي للانسحاب من الجنوب اللبناني حيث لا يزال ينتشر في 5 مواقع حدودية.

إلى ذلك، أوضح ماكرون أن بلاده ستعمل مع أميركا والأمم المتحدة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار.

ستؤثر عكسياً

كذلك أشاد الرئيس الفرنسي بالتقدم الذي أحرز بخصوص نزع سلاح حزب الله.

ورأى أن الضربات الإسرائيلية ستؤثر عكسيا وستعطي شرعية لتحرك الحزب في الجنوب.

بسط سيطرة الجيش

من جهته، أدان الرئيس اللبناني عودة الاعتداءات الإسرائيلية "غير المبررة" على بيروت والجنوب، فضلا عن أي محاولة مشبوهة لإعادة البلاد إلى دوامة العنف. وأوضح أن الجيش يحقق في هوية من أطلق الصواريخ على إسرائيل.

كما شدد على عزم السلطة بسط سيطرة الجيش على كافة الأراضي اللبنانية. وناشد كل أصدقاء لبنان وقف التدهور ومساعدته على تطبيق القرارات الدولية.

"نرفض تحويل لبنان منصة"

إلى ذلك، أكد ضرورة معالجة كافة الأزمات لبسط سيطرة الدولة في البلاد، مضيفا أنه لا يقبل تحويل البلاد إلى منصة لتحقيق مصالح أي جهة.

كذلك تطرق إلى أزمة اللاجئين السوريين، مطالباً دعم باريس من أجل إعادتهم إلى بلادهم، لاسيما بعد رحيل النظام السابق، وبالتالي زوال أسباب نزوحهم.

أتت تلك التصريحات، بعدما شهد الجنوب اللبناني والعاصمة بيروت بوقت سابق اليوم غارات إسرائيلية، في انتهاك جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع لحزب الله في عشرات البلدات اللبنانية الحدودية، وضرب مخزن مسيرات تابعا للحزب في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية، بعد ساعات على إطلاق صاروخين من الجنوب نحو الجليل.

في حين نفى حزب الله تورطه في إطلاق الصواريخ، مؤكدا التزامه باتفاق التهدئة الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي، ومعتبرا أن تل أبيب تختلق الذرائع.

يذكر أنه منذ نوفمبر الماضي، واصلت إسرائيل انتهاكاتها لاتفاق وقف النار الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا، والذي من المفترض أن تراقبه لجنة أميركية فرنسية وأممية.

كما رفضت الانسحاب من 5 تلال استراتيجية ترابض فيها، على الرغم من نص الاتفاق على الانسحاب التام.

من ناحيته حذّر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الجمعة، مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود مع إسرائيل.

وأجرى سلام اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدد أمن لبنان واستقراره.

وطالب سلام بـ«تكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء»، وشدد على ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية، مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة».

وأجرى سلام «سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين من أجل ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة».

وأعاد التأكيد على «تمسك لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701، وبترتيبات وقف الأعمال العدائية وبأن الجيش اللبناني وحده المولج بحماية الحدود، وأن الدولة اللبنانية هي صاحبة قرار الحرب والسلم حصراً».

دعت الأمم المتحدة الجمعة إلى «ضبط النفس» بعد إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه إسرائيل التي دعت سكان حي في الضاحية الجنوبية لبيروت لإخلائه، في أول إنذار من نوعه منذ بدء تطبيق الهدنة قبل أربعة أشهر.

وقالت ممثلة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس - بلاسخارت في بيان: «العودة إلى صراع أوسع نطاقاً في لبنان سيكون مدمّرا للمدنيين على جانبَي الحدود... ويجب تجنبه بأي ثمن». وأضافت: «من الضروري أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس». ونفى «حزب الله» مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني)، وتوسطت فيه فرنسا والولايات المتحدة... كان من المفترض أن يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لـ«حزب الله»، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة، وأن ينتشر الجيش اللبناني فيها.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد قال اليوم (الجمعة)، إن إسرائيل تحمّل لبنان مسؤولية عملية الإطلاق على منطقة الجليل، وسترد بقوة على أي تهديد لأمنها.

وقال في بيان: «سنضمن أمن سكان الجليل، وسنتصدى بكل قوة لأي تهديد».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم في بيان، إطلاق «قذيفتين صاروخيتين» من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، مشيراً إلى اعتراض واحدة وسقوط الثانية في لبنان.

وجاء في البيان أنه «إثر إطلاق صفارات الإنذار... رُصدت قذيفتان صاروخيتان قادمتان من لبنان، تم اعتراض واحدة بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية»، بينما حذَّر كاتس بأنه «إذا لم يخيم الهدوء في بلدات الجليل، فلن يكون هناك هدوء في بيروت». وأضاف: «حكم كريات شمونة كحكم بيروت».

من جهته، نفى «حزب الله» اللبناني الجمعة «أي علاقة» له بإطلاق صاروخين صباحاً من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مؤكداً التزامه بوقف إطلاق النار بحسب بيان نشره الحزب على قناته على «تلجرام».

وشدّد مصدر مسؤول في الحزب على «التزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار»، نافياً «أي علاقة لحزب الله بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان اليوم باتجاه شمال فلسطين المحتلة»، وفق ما جاء في البيان.

موضوعات متعلقة