رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: نحتاج لثورة تشريعية تواكب الذكاء الاصطناعي
في عصر الذكاء الاصطناعي، يلعب الإعلام دورًا حيويًا في نقل المعلومات وتشكيل الرأي العام، ومع تطور التكنولوجيا وانتشار وسائل الاتصال الحديثة، أصبح من الضروري التأكد من جودة وموثوقية المعلومات التي يتم تبادلها. في هذا السياق، نظمت ندوة بعنوان "الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي وتهديد الأمن القومي"، والتي حضرها العديد من المسؤولين.
أعرب عصام شيحة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عن قلقه إزاء عدم وجود إعلام يعبر عن مصالح العامة ويوفر معلومات موثوقة، وأن الأزمة الحقيقية في مصر تكمن في نقص المعلومات الموثوقة، حيث يعتمد الكثير من وسائل الإعلام على المحتوى الذي يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون التحقق من صحته أو مصداقيته.
وأشار شيحة إلى أن الشائعات تنتشر بسرعة وتحقق أهدافها قبل أن يتم تصحيحها، مما يؤثر سلبًا على الرأي العام ويشوه الحقائق، وفي ضوء هذه التحديات، أكد شيحة أنه من الضروري إجراء ثورة تشريعية في مجال الإعلام، تهدف إلى تعزيز الموضوعية والمصداقية وتنظيم حرية تداول المعلومات.
وذكر أن الدستور المصري لعام 2014 يشير صراحة إلى الحاجة لقانون ينظم حرية تداول المعلومات، إلا أنه حتى الآن لم يتم تنفيذه، مشيرًا إلى أن الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تحدثت عن 3 أمور لابد من وجودهم في حياتنا.
نوه شيحة، أن من بين هذه النقاط الإصلاحات التشريعية في كل القطاعات وبالأخص القطاعات الحديثة التي لم يوجد لها تشريعات خاصة.
وأردف شيحة علي أهمية إصلاح المؤسسات الإعلامية وبناء الوعي والقدرات لمواجهة التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقع معيشي لابد من التأقلم معه والتعامل معه بادراك وحرص وليس بخوف.
بالإضافة إلى ذلك، يرى شيحة أن الفن لعب دورًا حيويًا في زيادة الوعي والتوعية، وذكر أغنية الفنان محمد قنديل "ع الدوار.. ع الدوار..راديو بلدنا فيه أخبار"، مؤكدًا أن في الزمن القديم كان الراديو مصدر الثقة لدي المواطنين كانوا يسمعونه لأنهم علي يقين أنها أخبار حقيقية.
وأضاف شيحة أنه بالإضافة إلى الثورة التشريعية، يجب إجراء إصلاحات في المؤسسات وبناء الوعي والقدرات لمواجهة التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، فالتركيز ليس فقط على التخوف منه، بل على كيفية التعامل معه بشكل فعال للاستفادة من فوائده وتقليل المخاطر المحتملة.