في مثل هذا اليوم من عام 1807... الكونجرس الأمريكي يقر قانون حظر استيراد العبيد
في مثل هذا اليوم من عام 1807، أقر الكونجرس الأمريكي قانون حظر استيراد العبيد، إلى البلاد، ودخل القانون حيز التنفيذ في 1 يناير 1808.
ورغم ذلك، استمرت تجارة العبيد داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تتأثر تجارة الرقيق المحلية بهذا القانون.
وفي الواقع، ومع إنهاء التوريد القانوني للعبيد المستوردين، ازدادت أهمية التجارة المحلية، وبالإضافة إلى ذلك، استمرت عمليات هروب العبيد.
بدء تجارة العبيد الأفارقة في القرن 15:
مارس الأوربيون تجارة العبيد الأفارقة في القرن 15، وكانوا يرسلونهم قسرا للعالم الجديد ليفلحوا المزارع الأمريكية.
وفي عام 1444م، كان البرتغاليون يمارسون النخاسة ويرسلون للبرتغال سنويا ما بين 700 – 800 عبد من مراكز تجميع العبيد على الساحل الغربي لأفريقيا وكانوا يُخطفون من بين ذويهم في أواسط أفريقيا.
وفي القرن 16، مارست إسبانيا تجارة العبيد التي كانت تدفع بهم قسرا من أفريقيا لمستعمراتها في المناطق الاستوائية بأمريكا اللاتينية ليعملوا في الزراعة بالسخرة.
وفي منتصف القرن ذاته، دخلت إنجلترا حلبة تجارة العبيد وادعت حق إمداد المستعمرات الأسبانية بالعبيد، وتلاها في هذا المضمار البرتغال وفرنسا وهولندا والدنمارك. ودخلت معها المستعمرات الأمريكية في هذه التجارة اللا إنسانية، فوصلت أمريكا الشمالية أول دفعة من العبيد الأفارقة عام 1619م، جلبتهم السفن الهولندية وأوكلت إليهم الخدمة الشاقة بالمستعمرات الإنجليزية بالعالم الجديد.
زيادة الحاجة إلى العبيد في أمريكا لأغراض الزراعة:
مع التوسع الزراعي في أمريكا، في منتصف القرن 17، زادت أعداد العبيد، ولا سيما في الجنوب الأمريكي.
وبعد الثورة الأمريكية، أصبح للعبيد بعض الحقوق المدنية المحدودة.
الدانمرك أول دولة في العالم تلغي تجارة الرق:
وفي عام 1792، كانت الدنمارك أول دولة أوروبية تلغي تجارة الرق وتبعتها بريطانيا وأمريكا بعد عدة سنوات.
وفي مؤتمر فينا عام 1814، عقدت كل الدول الأوربية معاهدة منع تجارة العبيد. وعقدت بريطانيا بعدها معاهدة ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1848 لقمع هذه التجارة. بعدها كانت القوات البحرية الفرنسية والبريطانية تطارد سفن مهربي العبيد. وحررت فرنسا عبيدها وحذت حذوها هولندا وتبعتها جمهوريات جنوب أمريكا، عدا البرازيل، حيث ظلت العبودية بها حتى عام 1888م.
تمركز العبيد في ولايات الجنوب الأمريكي:
في مطلع القرن 19، كان معظم العبيد يتمركزون بولايات الجنوب بالولايات المتحدة الأمريكية.
لكن بعد إعلان الاستقلال الأمريكي اعتبرت العبودية شراً ولا تتفق مع روح مبادئ الاستقلال حيث نص الدستور الأمريكي على إلغاء العبودية عام 1865م. وفي عام 1906م، عقدت عصبة الأمم مؤتمر (منظمة ما قبل الأمم المتحدة) العبودية الدولي (International Slavery Convention) ، حيث قرر منع تجارة العبيد وإلغاء العبودية بشتى أشكالها. وتأكدت هذه القرارات بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
كيف بدأت العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية:
بدأت العبودية في أمريكا عندما تم إحضار أول مجموعة من العبيد الأفارقة إلى المستوطنة الأمريكية الشمالية جيمستاون في ولاية فيرجينيا عام 1619، للمساعدة في إنتاج المحاصيل المربحة كالتبغ، وانتشرت العبودية في جميع أنحاء المستوطنات الأمريكية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد ساعد العبيد الأفريقيون -الأمريكيون في بناء المؤسسات الاقتصادية للأمّة الجديدة، وقد كان العديد من العبيد من الأفارقة السود، وكانت نسبة ضئيلة منهم من الأمريكيين الأصليين، كما كان بعض السود الأحرار يملكون عبيداً أيضا، ورسّخ اختراع "محلاج القطن" عام 1793، الأهمية المركزية للعبودية بالنسبة لاقتصاد الجنوب.
العبيد يشكلون ثلث السكان في الجنوب الأمريكي:
شكل العبيد في الجنوب ما قبل الحرب حوالي ثلث سكان الجنوب، عاش معظمهم في مزارع كبيرة أو مزارع صغيرة؛ وامتلك العديد من الأسياد أقل من 50 مستعبَداً. وسعى المستعبِدون إلى جعل المستعبَدين يعتمدون عليهم كليًا من خلال نظام من الرموز المقيدة، وعادة ما كانوا يُمنعون من تعلم القراءة والكتابة، وكان سلوكهم وحركتهم مقيدًا. واغتصب العديد من السادة النساء المستعبَدات، وتمت مكافأتهن على السلوك المطيع، بينما عوقب المستعبَدون المتمردون بوحشية. وساعد التسلسل الهرمي الصارم بين المستعبَدين (من عمال المنازل المتميزين والحرفيين المهرة وصولاً إلى الأيدي الميدانية المتواضعة) على إبقائهم منقسمين وأقل عرضة للتنظيم ضد أسيادهم. ولم يكن الزواج بين العبيد من الرجال والنساء له أساس قانوني، لكن الكثيرين كانوا يتزوجون وينشؤون أسرًا كبيرة؛ وشجع معظم مالكي العبيد هذه الممارسة، لكنهم مع ذلك لم يترددوا في تقسيم العائلات بالبيع أو الإبعاد.
ثورات العبيد في أمريكا:
حدثت حركات تمرد بين العبيد - لا سيما تلك التي قادها جابرييل بروسر في ولاية ريتشموند في عام 1800- لكن القليل منها كان ناجحًا. كانت الثورة التي يخشاها المستعبِدون هي تلك التي قادها نات تورنر في مقاطعة ساوثهامبتون، فيرجينيا، في أغسطس 1831، حيث قتلت مجموعة تيرنر، التي بلغ عددها في النهاية حوالي 75 رجلاً أسودًا، حوالي 55 شخصًا أبيض في غضون يومين قبل المقاومة المسلحة من السكان البيض المحليين ووصول قوات الميليشيات الحكومية.
وأشار مؤيدو العبودية إلى تمرد تورنر كدليل على أن السود بطبيعتهم برابرة أدنى شأناً يتطلبون مؤسسة مثل العبودية لتأديبهم، وقد أدت المخاوف من تمردات مماثلة إلى قيام العديد من الولايات الجنوبية بتعزيز قوانين العبيد الخاصة بها من أجل الحد من التعليم والحركة وتجمع العبيد.
حرب أهلية بسبب العبودية:
بحلول منتصف القرن التاسع عشر، أثارَ توسُّعُ غربي أمريكا مع تزايد حركة المطالبين بإبطال العبودية في الشمال احتجاجاً كبيراً على العبودية، مما تسبّب في تقسيم الأمّة في الحرب الأهلية الأمريكية، التي استمرت من عام 1861 إلى عام 1865.
وبالرغم من أنّ فوز الاتحاد حرّر أربعة ملايين عبد، فقد استمرّت وراثة العبودية في التأثير بالتاريخ الأمريكي، من السنوات العنيفة في إعادة الإعمار بين 1865 و1877 إلى حركة الحقوق المدنية التي ظهرت في ستينيات القرن العشرين –قرنٌ كامل بعد تحرير العبيد.
نهاية الرق بعد الحرب الأهلية في أمريكا:
انتهت الحرب الأهلية في أبريل عام 1865، وكان التأثير الأول لها أن «إعلان التحرر» للرئيس إبراهام لينكولن امتد ليشمل جميع المقاطعات التي لم تحرر العبيد بعد.
وفي بعض الأقاليم استمر الرق لبضعة أشهر حتى 19 يونيو عندما دخلت القوات الفيدرالية جالفيستون، تكساس، وفرضت التحرر بالقوة.
وقد جاء التعديل الثالث عشر في الدستور الامريكي، الذي ألغى الرق تماما، وأقره مجلس الشيوخ في أبريل عام 1864، ومجلس النواب في يناير 1865 ولكن لم يصبح هذا التعديل نافذ المفعول حتى صدقت عليه 75% من الولايات الأمريكية في 6 ديسمبر 1865 بتصديق جورجيا. من تلك اللحظة بالتحديد أصبح جميع العبيد أحراراً رسميا.
ومع سريان مفعول التعديل الثالث عشر، أطلق سراح ما لا يقل عن 40 ألف عبد قانونا في ولاية كنتاكي فقط، ولكن استمر في سلاسل في تينيسي ونيو جيرسي وديلاوير وفيرجينيا الغربية وميزوري وواشنطن والأبرشيات الإثنتى عشرة من ولاية لويزيانا. وجاء التحرر في وقت قريب حتى في تلك الأماكن. ووفقا لما ذكره المؤرخ الأمريكي بالمر، كان إلغاء الرق دون تعويض المستعبِدين التدمير الأكبر للممتلكات الخاصة في تاريخ العالم الغربي.