ما حكم وضع الأدوية تحت اللسان أثناء صيام رمضان
تتلقى دار الإفتاء المصرية العديد من الأسئلة المتعلقة بالتزام المرضى بصيام شهر رمضان وتأثير تناول الأدوية على صحة الصوم. ومن بين هذه الأسئلة يأتي سؤال حول حكم وضع مريض القلب حبة تحت اللسان أثناء النهار في رمضان لعلاج الذبحة الصدرية.
أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أنه وفقًا للمقررات الطبية، هناك عدد من الأدوية التي يمكن تناولها تحت اللسان وتصل إلى الأوردة الدموية مباشرة عن طريق الامتصاص، دون الحاجة لابتلاعها أو دفعها بالريق عبر القناة الهضمية، وتقع هذه الأدوية في منطقة تحت اللسان، وهي طية أو غدة تقع في الفم تصل بين السطح السفلي للسان وأرضية الفم.
وأضاف "يظهر من ذلك أن هذه الأدوية التي توضع تحت اللسان لا تؤثِّر على صحة صوم المرضى حال تناولها أثناء النهار، ما لم يدخل شيءٌ من الدواء إلى الحلق قبل ذوبان القرص المتناول وامتصاصه، على أن يَلْفِظَ المريض ما يتبقى من فتاتٍ في فمه بعد ذلك إلى الخارج ولا يبتلعه، وذلك لما تقرر عند جماهير الفقهاء أن للفم حكم الظاهر؛ فلا يفسد الصوم بمجرد وصول المفطر إليه دون أن يصل بعينه إلى الجوف؛ حيث قالوا بعدم فساد الصوم بإمساك شيءٍ فيه أو بتذوق الطعام أو بمضمضة، ونحو ذلك، كما أن "اللسان -كيفما تَقَلَّب- معدودٌ من داخل الفم" كما قال الإمام الرافعي في "فتح العزيز" (6/ 390، ط. دار الفكر).
تابع " بناءً على ذلك: فإن تناول المريض الصائم للأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان أثناء النهار غير مفسد للصوم ما لم يدخل شيءٌ من الدواء إلى حلقه قبل ذوبانه وامتصاصه، على أن يحترز أن تسبق منه بعينها إلى حلقه، وأن يلفظ ما قد يتبقى من فتات القرص -إن وُجِدَ- بعد ذلك إلى الخارج ولا يبتلعه.