مجدي يعقوب.. ملك القلوب وخادم الإنسانية وحاصد الألقاب
يعتبر طبيب القلوب الدكتور مجدي يعقوب من الشخصيات الملهمة البارزة حول العالم. وظف علمه لخدمة الإنسانية. يُضرب به المثل في التواضع والبساطة في كل شيء. ورغم اقترابه من عامه التسعين إلا إنه لا يزال يواصل عطاءه منقطع النظير بكل حب وتفانٍ..وفي التقرير التالي نلقي الضوء على هذه الشخصية الساطعة والمؤثرة ليس في نطاقها المحلي فقط، بل حول العالم.
البداية من الشرقية
وُلد مجدي حبيب يعقوب في عام ١٩٣٥ بمدينة بلبيس محافظة الشرقية. ينتمي إلى أسرة قبطية أرثوذكسية، تنحدر اصولها من محافظة المنيا. كان يعمل والده طبيبًا معروفًا بـ "جراح وزارة الصحة". عشق الفتي الواعد مهنة الطب من والده الذي كان يعمل في معظم مستشفيات محافظات الجمهورية.
حلم الالتحاق بكلية الطب ظل يراود يعقوب منذ الصغر، وتحديدًا بعد وفاة عمته في سن صغيرة؛ بسبب ضيق في صمام قلبها، حيث دفعه هذا الأمر إلى دراسة الطب والتخصص في جراحة القلب .
الحلم يتحقق
تخرج مجدى يعقوب من كلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة في عام 1957، وكان ترتيبه الخامس على الدفعة، وعمل نائبًا للجراحة بمستشفى قصر العيني، ثم سافر الى إنجلترا عام 1962 لاستكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه والتخصص فى جراحات القلب والصدر.
انتقل الطبيب النابه عقب تخرجه في كلية طب قصر العيني إلى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى عام 1962 عمل فى مستشفى الصدر فى لندن ثم أصبح إخصائيًا لجراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد منذ عام 1969 حتى عام 2001.
موسوعة جينس
نجح الطبيب المصري في زراعة قلب لشخص بريطاني في العام ١٩٨٠، واختارت موسوعة جينيس للأرقام القياسية "يعقوب"، بعدما عاش المريض 33 عاما بعد إجراء العملية الجراحية.
ومن بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966، ويُطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب "ملك القلوب
قلادة النيل
تم تكريم الدكتور مجدي يعقوب في مصر أيضًا، حيث منحه الرئيس الأسبق حسني مبارك في 6 يناير 2011 وسام قلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب، وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أقيم على شرفه. وقلادة النيل تعتبر أعظم وسام مصري.
إنجازات مستمرة
تمكن الدكتور مجدي يعقوب من تطوير صمام القلب، ويعتبر هذا أحد أهم إنجازاته في مجال زرع الخلايا، إذ يسمح ذلك باستخدام أجزاء مزروعة صناعيًا من القلب في غضون 3 أعوام.
بعد نجاح فريقه الطبي في استخراج الخلايا الجذعية من العظام وتطويرها لأنسجة وتحولها إلى صمامات للقلب طولها 3 سنتيمتر من خلال وضعها في بيئة من الكولاجين، يتوقع الدكتور مجدي يعقوب أنه في خلال أيام سيتم استخدام الخلايا الجذعية لزراعة قلب كامل.
صرح طبي في أسوان
أنشأ الدكتور مجدي يعقوب في محافظة أسوان مركزًا لجراحات القلب لعلاج الحالات الحرجة لغير القادرين، كما شرع فى إنشاء مركز آخر - ملحق به - لدراسات وأبحاث أمراض القلب، وذلك لتكوين كوادر مدربة ومؤهلة من الأطباء هذا إلى جانب الإهتمام بالبحث العلمى لوضع مصر على الخريطة العالمية فى مجال علاج أمراض القلب وجراحات القلب المفتوح، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
قام هذا المركز الذى بدأ خدماته فى ابريل عام 2009 والمقام على مساحة 9 آلاف متر مربع بمحافظة أسوان ، و يديره مجلس أمناء برئاسة الدكتور مجدي يعقوب بإجراء حوالى 200 عملية قلب مفتوح إلى جانب حالات كبيرة من قسطرة القلب، ونصف الجراحات التى تم إجراؤها أجريت للأطفال .
و فى الأعوام الاولى لتشغيل المركز كان يتم استقدام فريق طبى كامل من جراحين وتخدير وطاقم تمريض. الآن جميع الأطقم العاملة بالمركز من أبناء مصر تلاميذ مجدى يعقوب تدربوا على يديه واكتسبوا منه خبرات السنين وهو فخور بهم يشيد بهم فى كل محفل علمى أو تجمع شعبى، أكثر من 20 طبيبا ومساعدا مع أطقم التمريض هم القوة الضاربة بمؤسسة مجدى يعقوب.
جراحة نادرة
كانت أول جراحة نادرة قام بها مجدى يعقوب فى مركز أسوان لجراحات القلب كانت يوم23 أغسطس عام 2009 لطفل عمره 12 سنة كان يعانى ضيقا خلقيا فى الصمام الأإورطي. استغرقت العملية 11 ساعة كاملة، وأثبت المركز وأجهزته كفاءة عالية، وبعدها نفذ المركز سيلا من العمليات بلغت 220 قلبا مفتوحا و500 قسطرة قلبية فى عامين.
هناك تجاوب من مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية والبنوك الوطنية و الخاصة وغيرها للتعاون مع مؤسسة مجدى يعقوب ، وقد تم توقيع بروتوكول بين مؤسسة مصر الخير ومؤسسة مجدى يعقوب بهدف إقامة شراكة حقيقية وفاعلة لعلاج المواطنين الفقراء والأكثر احتياجا بالمجان، وفى فبراير الماضى 2018 مرت عشر سنوات على اشهار وعمل مؤسسة مجدى يعقوب الخيرية بنجاح منقطع النظير حتى أصبحت المؤسسة موضع تقدير المواطنين البسطاء.
عرض الرئيس
وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات.. عرض الرئيس عبدالفتاح السيسي علي الدكتور مجدي يعقوب عام 2015 إنشاء مركز لجراحة قلب الأطفال بمحافظات وجه بحري، وذلك علي غرار مركز "يعقوب للقلب" بأسوان ، وجاءت استجابته فورية معلنا تفاصيل انشاء المركز وقال :"أفضل الخدمة وعلاج أولاد بلدي مجانًا".
وفى 5 مايو 2018 أعلن الدكتور مجدى يعقوب عن آخر التطورات في مركز القلب الجديد بأسوان، من المقرر وضع حجر أساسه ، في سبتمبر المقبل، علي مساحة 37 فدانا، بتكلفة 350 مليون دولار، ليقدم المركز 12 ألف جراحة سنويا، واستقبال 80 ألف مريض، ويعد المركز توسعا لمستشفي قلب مجدي يعقوب الذي تم إنشاؤه منذ 8 سنوات بأسوان وسيتم التركيز علي علاج مرضي القلب حديثي الولادة، لإجراء جراحات دقيقة لهم، خاصة غير القادرين منهم، بدلا من سفرهم للخارج، وسيكون لديه نحو ألف و200 طبيب من أمهر الأطباء والباحثين، وطاقم التمريض الذين تم تدريبهم على أعلي مستوي لتشغيل المركز الجديد على أكمل وجه .
رحلة عطاء مستمرة
ورغم كل هذه المسيرة الطويلة والناجحة في خدمة الإنسانية وتطبيب القلوب، لا يزال الدكتور مجدي يعقوب يواصل رحلة العطاء بحب وإخلاص، ولا يزال اسمه وسوف يبقى واحدًا من أبرز أطباء القلوب حول العالم ومن أعظم الشخصيات الملهمة على الإطلاق.