اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
مرصد الأزهر: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتن.يا.هو يضع الدول الأعضاء أمام واجب قانوني التهويد والهدم.. سياسة الاحتلال لتغيير ملامح القدس والضفة الغربية غارة إسرائيلية في بيروت.. هل نجحت في القضاء على أحد أبرز قادة حزب الله؟ الأمين العام للشئون الإسلامية: الأسرة هي الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قوي مستقر القوى المدنية السودانية تتحدى الفيتو الروسي.. خطوات جديدة لوقف الحرب وحماية المدنيين أوروبا على مفترق طرق.. تحديات الأزمات العالمية وتأثيراتها على استقرار القارة ابتزاز البحر الأحمر.. الحوثيون يفرضون رسوماً غير قانونية على الملاحة الدولية مالى تدخل مرحلة جديدة.. تغييرات حكومية جذرية لمواجهة الأزمات الداخلية والتحديات الاقتصادية فيتو روسيا في مجلس الأمن.. لعبة السيادة والنفوذ على حساب أرواح السودانيين السديس: وسائل التواصل أفسدت العلاقات بين الناس صراع سياسي وقانوني.. مذكرات اعتقال الجنائية الدولية تضع إسرائيل أمام مفترق طرق استفتاء الرئاسي في ليبيا.. خطوة نحو الحل أم فتيل إشعال الأزمة؟

فضل الحضارة الإسلامية في صمود اليهود في الأندلس

تقرير: أحمد بدر نصار


لعبت الثقافة العربية الإسلامية، دورا كبيرا، في صمود اليهود في الاندلس، حيث أثرت اللغة والعلوم والفنون الإسلامية على ثقافة اليهود وساهمت في تعزيز التعايش الثقافي بين الطرق الدينية المختلفة، وباعتراف اليهود أنه عصرهم الذهبي كان تحت مظلة الحضارة الإسلامية في الأندلس، ولو سماحة الحضارة الإسلامية لما لأصبح لليهود وجود، بل السر في عودة لغتهم هو كان بفضل الحضارة الإسلامية التي سمحت لهم بممارسة كافة طقوسهم بل حرية.
يقول الدكتور يسري عبد الحميد، الباحث في التاريخ والثقافة الإسلامية، والحاصل على دكتوراه من جامعة برلين الحرة، أن اليهود لم يشهد في تاريخهم فرثة ذهبية مثل ما منحتها لهم الحضارة الإسلامية، التي أثرت على مدار ما يزيد عن 800سنة على اليهود وعلى ثقافتهم وعبادتهم بصورة كبيرة، ووصفوه هذه الفترة بالعصر الذهبي لهم وهذا مسجل لديهم في دائرة المعارف اليهودية.
وتابع: لقد شهدت الأندلس فترة ثقافية مزدهرة تحت حكم المسلمين، حيث تم تأسيس جامعات ومكتبات ومراكز للتعليم. تم ترجمة العديد من الكتب اليونانية والهندية إلى العربية، وتطوير العلوم والفنون في الأندلس الإسلامية، حيث لعب العلماء العرب والمسلمين دورًا مهما في تأثير الثقافة العربية الإسلامية على اليهود في الأندلس. قدموا المعرفة والعلوم والفلسفة، مما ساهم في التواصل والتعايش الثقافي بين الطرفين، مؤكدا أن اللغة العربية كانت اللغة العالمية وقتها، وكان يحرص علماء الغرب على تعلم العربية وهو ما جعل اليهود يغارون من قوة اللغة العربية وراحوا يعيدون لغتهم العبرية مرة أخرى.
وأضاف"عبد الحميد" قد لعبت اللغة والآداب العربية دورًا حاسمًا في صمود الثقافة اليهودية في الأندلس. تأثرت اليهودية باللغة العربية واستخدمتها في تكوين أعمالها الأدبية والفلسفية، مما ساهم في الحفاظ على هويتها والتواصل الثقافي مع العرب والمسلمين، لافتا إلى أن اللغة العربية تطورت وكذلك الأدب في الأندلس بفضل الازدهار الثقافي الذي شاهدته المنطقة. تأثرت الأدبية العربية بالمدرسة الأندلسية وترجمت الأعمال اليهودية إلى اللغة العربية وانتشرت في المجتمع.
ولفت "عبد الحميد" إلى أن العلوم والرياضيات من أبرز المجالات التي تأثرت بها الثقافة اليهودية في الأندلس تحت تأثير الحضارة الإسلامية. استفاد اليهود من التطورات العلمية والرياضية التي حققتها الحضارة الإسلامية، وتم تبنيها وتطويرها في مجتمعهم الخاص، منوها إلى أن المعارف العلمية والرياضية، انتقلت من الحضارة الإسلامية إلى المجتمع اليهودي في الأندلس، حيث تم تطبيقها وتنميتها بفضل التبادل الثقافي الذي حدث بين العرب واليهود.
وتابع: كما أثرت الفنون والعمارة في الأندلس الإسلامية على الثقافة اليهودية بشكل كبير. اعتمدت العمارة الإسلامية على التصميمات المعمارية الجميلة والزخارف المبهجة، وتأثرت الفنون اليهودية بالفنون الإسلامية في الأندلس بالألوان الزاهية والزخارف المعقدة والأنماط الهندسية المميزة. هذا التأثير المشترك بين الفنون والعمارة ساهم في تحقيق التعايش الثقافي بين العرب واليهود في الأندلس، موضحا أن الهندسة المعمارية في الأندلس الإسلامية كانت متميزة بتفاصيلها الفنية الدقيقة واستخدام الأشكال الهندسية المبهجة. كانت الزخارف تضفي جمالاً على المباني وتعبر عن الذوق الفني المتقدم للمجتمع الأندلسي.
وأشار إلى أن الفنون اليهودية في الأندلس، تأثرت بشكل كبير وواضح بالفنون الإسلامية، حيث اتسمت الأعمال الفنية اليهودية بالأشكال الهندسية والزخارف الإسلامية المتقنة، وهذا يعكس التفاعل الثقافي والتأثير المتبادل بين الثقافتين.