صعوبات في التطبيق.. حظر الزي الديني في المدارس الفرنسية يثير التوتر
ارتفعت معدلات التهديدات الإرهابية التي تستهدف المدارس الفرنسية خلال الفترة الماضية، بعد إجراءات السلطات بشأن حظر اللباس الديني في هذه المنشآت وعلى رأسها ارتداء الحجاب وهو أحد المظاهر الإسلامية للمرأة المسلمة.
وتسببت هذه التهديدات في اتخاذ السلطات الفرنسية قرارا بتعيين حراس أمس لحماية المنشآت التعليمية والمدارس من أي اعتداءات مسلحة يمكن أن تزعزع الأمن فيها.
وكشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن خلال الأيام الماضية، تلقت المدار الفرنسية أكثر من 130 تهديدا إرهابيا بشأن قواعد اللباس الديني، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب التهديدات التي تستهدف مديري المدارس، لذا تم وضع المدارس تحت إجراءات أمنية مشددة.
ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا الأمر يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات في دعم العلمانية في المؤسسات التعليمية.
وأشارت صنداي تايمز إلى أنه تم إخلاء مدرسة جان بيرين الثانوية في ريزي، بالقرب من مدينة نانت، على إثر تداول مقاطع فيديو عبر شبكة الإنترنت تصور عمليات قطع الرؤوس، مما أثار مخاوف بين الطلاب وأولياء الأمور والموظفين.
وتأتي هذه التهديدات وسط مقاومة أوسع نطاقا للحظر على الملابس الدينية في المدارس، والذي ظل قائما منذ عقدين من الزمن لحماية العلمانية.
ولم يكن تطبيق قرار حظر الرموز الدينية في المدارس الفرنسية بالأمر السهل حيث شهد توترات واضحة حيث تلقى مديري المدارس تهديدات بالقتل مع رفض الطلاب الامتثال للحظر المفروض على الزي الديني، وتؤكد الاستقالة الأخيرة لمدير مدرسة موريس رافيل ليسيه في باريس خطورة الوضع، مع تقارير عن مواجهات عنيفة بين الموظفين والطلاب حول تطبيق الحظر.
المعارضة الفرنسية دخلت على خط الأزمة، واتعمت الحكومة بالفشل في ضمان سلامة المعلمين، حيث أثيرت مخاوف بشأن فعالية التدابير الأمنية وقدرة السلطات على حماية المؤسسات التعليمية من تهديدات المتطرفين، وكان نشر حراس مسلحين في العديد من المدارس في جميع أنحاء فرنسا محاولة للتخفيف من مخاطر الهجمات الإرهابية.
وعلى الرغم من ذلك فإن المخاوف لدى المعلمين لا تزال مرتفعة ما يسلط الضوء على التحديات المعقدة التي يواجهها المعلمون في الحفاظ على بيئة تعليمية آمنة.