الشيخ الثاني والعشرين للأزهر الشريف.. الإمام شمس الدين الأنباني
يعد الإمام شمس الدين الأنبابي الشيخ الثاني والعشرين للأزهر الشريف، ويعود نسبه إلى أنبابة (إمبابة حاليًا) التابعة لمحافظة الجيزة حيث ولد فيها عام 1824 وعاش فيها فترة من حياته.
وحفظ الشيخ الإنبابي القرآن الكريم ودرس علوم الأزهر على يد كبار مشايخه مثل الإمام الباجوري والشيخ إبراهيم السقا والشيخ مصطفى البولاقي.
ورغم أن الد الشيخ الأنباني من كبار التجار وورث عنه حب التجارة وكانت له وكالة لتجارة الأقمشة في الغورية وتعرف باسمه، إلا أنه كفة العلم كانت أرجح من التجارة لدى الإمام، فالتحق بالأزهر الشريف ليدرس علومه المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات.
ولفت الشيخ الثاني والعشرين للأزهر الشريف، الأنظار بعلمه الغزير وحسن إلقائه وجودة تعبيره، فكثُر طلابه واتسعت حلقته وورث عن والده حب التجارة، فكان له وكالة كبيرة للأقمشة.
ومن أبرز تلاميذ الشيخ شمس الدين الأنبابي طائفة من أعلام علماء الأزهر، منهم الإمام حسونة النواوي والإمام عبد الرحمن القطب النواوي والإمام السيد علي الببلاوي والإمام أبو الفضل الجيزاوي.
كان الإمام الأنبابي على المذهب الشافعي وعلى عقيدة أهل السنة خيراً سمح السجايا، كريم الأخلاق، مشهوراً بالتقوى والصلاح وحب الخير ومساعدة المحتاجين.
عين الشيخ الثاني والعشرين للأزهر الشريف رئيساً للشافعية بعد وفاة أستاذه الشيخ السقا، ثم أميناً لفتوى الشيخ العروسي.
وترك شمس الدين الأنبابي ثروة علمية قيمة في شتى العلوم والفنون، من شرح وتعليق على الكتب الدراسية المشهورة.
تولى الأنبابي منصب شيخ الأزهر الشريف مرتين، كانت الأولى في عام 1882 بعد عزل الخديوي توفيق للشيخ محمد المهدي واستمرت ما يقارب 11 شهرا، ثم قدم استقالته عقب ثورة عرابي.
والولاية الثانية في عام 1886 وظل شيخا للأزهر لمدة 9 سنوات، ولم يكن مؤيدًا للحركة الإصلاحية التي كان يدعو إليها المهدي العباسي والأفغاني والشيخ العروسي ومحمد عبده وغيرهم.
وتوفي الإمام شمس الدين الأنبابي عام 1896م عن عمر يناهز 74 عاماً، ولكن يبقى الإمام شمس الدين الأنبابي رمزاً للعلم والتقوى، ونبراساً للأجيال في طلب العلم والنهوض بالأمة.