برنامج دراسات آسيا يناقش التحولات الاستراتيجية القارية وآثارها على «الخليج العربي»
أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة تقريراً خاصاً تحت عنوان (التحولات الاستراتيجية في آسيا وآثارها على منطقة الخليج العربي)، وذلك في إطار إطلاق المركز برنامجاً جديداً هو "برنامج دراسات آسيا".
يأتي إصدار التقرير في ظل التحولات الدولية الراهنة، وفي القلب منها بروز القارة الآسيوية كمسرح للتنافس الدولي على النفوذ والمكانة، وتصاعُد التنافس الإقليمي بين القوى الآسيوية التقليدية، وتزايُد الأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة الإندوباسيفيك على المستوى العالمي.
ينقسم التقرير إلى ثلاثة محاور أساسية، حيث يناقش المحور الأول ملامح التحولات الآسيوية الكبرى في ظل بيئة عالمية متغيرة، من خلال تناول القضايا والتحولات الكبرى المرتبطة بالتنافس الأمريكي الصيني في آسيا، وملامح استراتيجية توسُع النفوذ الصيني في آسيا كمدخل للنفوذ العالمي، وأهداف وأدوات الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الإندوباسيفيك، والتأثيرات المُحتمَلَة للحرب الروسية الأوكرانية في المشهد الاستراتيجي في آسيا، وإعادة تشكيل خريطة التحالفات الأمنية في آسيا في ظل التحولات الدولية الراهنة.
وارتباطاً بما سبق، يناقش المحور الثاني القضايا والمشكلات الأمنية في آسيا، حيث يبدأ ببحث المشكلات الأمنية في محيط الصين الإقليمي، ثم يتطرق إلى الإجراءات الأمريكية الجديدة لتعزيز الانتشار العسكري في آسيا، ثم بحث ظاهرة بداية دخول دخول آسيا في "العصر النووي الثالث"، مع التركيز على حالة كوريا الشمالية التي صارت دولة نووية تتبنى عقيدة هجومية، وأخيراً يطرح هذا المحور المخاوف المتعلقة باحتمالات صعود التنظيمات الإرهابية مجدداً في آسيا.
ويناقش المحور الثالث، والذي يأتي تحت عنوان "الاقتصاد والطاقة والتكنولوجيا كمحركات للعلاقات الخليجية الآسيوية"، ظاهرة تنامي العلاقات التعاونية بين دول الخليج العربية وآسيا، ومسارات الطلب الآسيوي على الطاقة في ظل الصعود الاقتصادي الآسيوي، والواقع الراهن للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول الخليج العربية وآسيا والعمالة الآسيوية في دول الخليج العربية، وأخيراً دور التكنولوجيا كمحور مركزي في العلاقات الصينية الخليجية.
الجدير بالذكر أن هذا التقرير هو خلاصة أعمال ورشة عمل مُشترَكَة نظمها "مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" بالتعاون مع "المجلس المصري للشؤون الخارجية"، يومي 15 و16 إبريل 2023، بهدف أن تكون بدايةً لمزيدٍ من الاهتمام والتركيز على التطورات الجارية والتحولات الاستراتيجية في قارة آسيا، على المستوى البحثي والأكاديمي، وكذلك على المستوى الواقعي، ورصد ومتابعة التحولات الكبرى في النظام الدولي وفي النظم الإقليمية الفرعية، خاصةً في قارة آسيا.