الحوثي يعترف علنًا بالدعم الإيراني.. هجمات جديدة على إسرائيل وتأكيد استمرار الصراع
في تصريحات مثيرة، اعترف زعيم المليشيات الحوثية في اليمن، عبدالملك الحوثي، بدعم إيران المستمر لمليشياته، مؤكدًا أن طهران تقف وراء الهجمات التي نفذتها جماعته ضد إسرائيل. هذا الاعتراف جاء في تسجيل مرئي حديث، حيث أعلن الحوثي لأول مرة عن تلقيه دعمًا مباشرًا من إيران، معتبرًا أن هذا الدعم يشمل ما وصفه بـ "مساندة إيران لجبهات المساندة" في المنطقة، بما في ذلك دعمها لبعض الحركات الفلسطينية في قطاع غزة.
وأوضح الحوثي في تصريحه أن إيران تلعب دورًا "مشرفًا" في تأسيس هذه الحركات، مؤكدًا أن طهران تواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي للجماعة في اليمن ضمن سياق ما أسماه "الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية". في هذا السياق، حاول الحوثي تبرير الدعم الإيراني بالقول إن "ما تتعرض له إيران هو ثمن لإسهامها الكبير تجاه فلسطين وغزة"، في إشارة إلى الدور الإقليمي البارز لإيران عبر أذرعها العسكرية في اليمن والعراق، إلى جانب دعمها للحركات المقاومة في فلسطين.
هذا التصريح جاء في توقيت حساس، حيث يتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي لقي مصرعه في 3 يناير 2020 جراء ضربة أمريكية في العراق. في هذه المناسبة، أشاد الحوثي بدور سليماني في تأسيس وتوسيع أذرع إيران في المنطقة، مؤكدًا أن جماعته مستمرة في السير على نفس النهج الذي وضعه سليماني في دعم المليشيات والحركات المعادية للغرب وإسرائيل في الشرق الأوسط.
وفيما يخص الهجمات الأخيرة، كشف الحوثي عن تفاصيل العمليات التي نفذتها جماعته ضد إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، حيث تحدث عن قصف تل أبيب، ومطار بن غوريون، وقاعدة "نيفاتيم" الجوية، بالإضافة إلى استهداف محطة كهرباء جنوب القدس. وأكد أن هذه الهجمات كانت ليلية، واستخدمت فيها 22 صاروخًا باليستيًا فرط صوتي، إلى جانب صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، ما دفع "ملايين الإسرائيليين" إلى البحث عن الملاجئ.
أما في البحر الأحمر، فادعى الحوثي أن جماعته استهدفت سفينة مدنية شرق البحر العربي بزعم اختراقها الحظر على إسرائيل، إلى جانب تنفيذ "عملية استهداف للمرة الثانية" لحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" بواسطة 11 صاروخًا مجنحًا وطائرة مسيرة.
على الرغم من الضغوط العسكرية الإسرائيلية والغربية على مواقع جماعته، أصر الحوثي على أن هجماته ستستمر وأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لن تشكل رادعًا له أو لجماعته. في سياق ذلك، أشار إلى أن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 37 آخرين، بينما شنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا 931 غارة جوية وقصفًا بحريًا على مواقع الجماعة، مما أسفر عن مقتل 106 أشخاص وإصابة 314 آخرين.
في خضم هذه التصريحات، حاول الحوثي التقليل من تأثير الضربات العسكرية على الجماعة ومنشآتها الحيوية، كما سعى إلى التخفيف من وطأة التصريحات الإسرائيلية التي أكدت أن مصير الجماعة في اليمن سيكون مشابهًا لمصير حزب الله وحماس ونظام بشار الأسد