تنافس دولي.. الصراع الروسي الأمريكي في منطقة القرن الأفريقي
تعتبر منطقة القرن الأفريقي ، من أكثر المناطق الحيوية والاستراتيجية في العالم، نظرًا لوجود العديد من الموارد الطبيعية، التي تنعم ببها المنطقة، إذ تتنافس كلًا من روسيا من ناحية، والدول الغربية متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، من جهة أخرى.
ولم يكن صراع أمريكا وروسيا وليد اللحظة فقديمًا، وتحديدًا مع حقبة الحرب الباردة، في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كانت منطقة القرن الإفريقي ساحة للصراع والتنافس بين قوتين كبيرين، هما المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي من جهة ثانية.
وخلال الوقت الحالي، تزايد الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، في المنطقة، حيث برزت ظاهرة العسكرة، وهي التي أخذت تطورات وأشكال مختلفة التدخل المباشر، أو التعاون العسكري وتأسيس القواعد العسكرية، أو مبيعات الأسلحة مع دول المنطقة، علاوة على ذرائع مكافحة الإرهاب والقرصنة وغيرها من أشكال الجريمة المنظمة.
ونتيجة للتدخلات العسكرية الروسية والأمريكية في أمن المنطقة، من المحتمل إن تعرض المنطقة إلى سلام هاش مع الحركات الإرهابية المنتشرة في تلك المنطقة، مما يزيدها من حدة الاضطرابات الأمنية.
يعد التدخل العسكري الأمريكي الروسي، ليس له تأثير قوى على الحرب على الإرهاب، ولا دور أمني واضح في توجيه ضربات للعناصر المسلحة المنتشرة في الصومال، بالإضافة إلى عدم حل النزاعات الحدودية المنتشرة بين الصومال وإثيوبيا وإريتريا.
وخلال السنوات القليلة الماضية، شهدت منطقة القرن الأفريقي، تناحر شديد بين الدول الكبرى في العالم، وتحولها إلى منطقة ذات موقع جيوستراتيجي، وذلك بعد أن أصبحت منطقة حوض البحر الأحمر منطقة لصراع النفوذ بين الدول الكبرى مع بعضها بعضًا، وكذلك الدول الاقليمية المختلفة، وبذلك ازدادت الأهمية الجيوستراتيجية لهذه المنطقة.
وفي ذات السياق، وتحديدًا بعد إعلان فوز الرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محمود، في مايو 2022، أصدرت الإدارة الأمريكية تحت قيادة جو بايدن، إعادة الوجود العسكري لواشنطن في الصومال، بعد أن قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من البلاد
وتتنافس روسيا مع كل من الصين والقوى الغربية لبسط نفوذها في منطقة القرن الأفريقي، لتعزيز مصالحها العسكرية والاقتصادية، وتستخدم روسيا ثلاث وسائل دفع رئيسية: مبيعات الأسلحة، والمساعدة العسكرية، وعقود الطاقة.