طارق درويش يكتب: الشيطان يعظ.. التاريخ الأسود لجرائم أمريكا حول العالم
قتلت ملايين الهنود الحمر ،المواطنون الأصليون في أمريكا، غزت العراق وقتلت أكثر من مليون مواطن، قصفت اليابان بالأسلحة النووية في ناجازاكي، وهيروشيما وقتلت 250 ألف ياباني، وغزت أفغانستان وقتلت مئات الآلاف ونهب ثرواتها، وكذا قتلت الملايين في غزو فيتنام، وليبيا، واليمن، وسوريا، والصومال، والبوسنة، وإيران، وبنما، والمكسيك، والدومينيكان، والفلبين، والصين، وكوبا، وهاييتي، وروسيا، وكوستاريكا، وتركيا، والسلفادور، واليونان، وبورتريكو، وإيران، وكوريا، ولبنان، ولاوس، والإكوادور، وبوليفيا، وكمبوديا، وجرينادا، ويوغسلافيا، وغزو نيكاراجوا، والبيرو، وأورغواي، وكولومبيا، وهايتي، وتشيلي، هندوراس، إلى جانب
احتلالها ولايات تكساس وكاليفورنيا ونيو مكسيكو، التي كانت جزءًا من الأراضي المكسيكية.
جميع ما سبق هو مجرد بعض من كل السجل الأسود للولايات المتحدة الأمريكية، والذي نعرّج عليه في هذا المقال لكشف سوأة أكذوبة بلاد الحريات ومنبع الديموقراطية والتي روجت لها الأفلام الهوليودية، والدبلوماسية الأمريكية على مدار 200 عام هي عمر تلك الدولة التي نهبت ونهضت بامتصاص والاستيلاء على ثروات العالم لتصبح القطب الأول والأقوى عالميًا.
ولطالما تغنّت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها راعية الحريات والديموقراطية في العالم، وأنها مصدر بث ونشر حقوق الإنسان والحفاظ عليها؛ غير أن تلك الشعارات، والعبارات الدبلوماسية التي يغرد بها ممثلوها في المحافل الدولية والأممية المختلفة لا تعدو أن تكون محض سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا بلغه لم يجده شيئًا ووجد ملايين الجرائم التي ارتكبتها، ولا تزال ترتكبها حكومات وجيوش الولايات المتحدة في بلدان العالم المختلفة وخاصة الدول العربية والإسلامية منها، متخفية وراء رايات الحريات وحماية الأقليات ونشر الديموقراطية.
ولعلك عزيزي القارئ تتعجب حين تسمع بين فينة وأخرى مناشدة الحكومة الأمريكية لدول العالم ضرورة احترام حقوق الإنسان، وهي التي قتلت الملايين في أكثر من 90 عملية غزو وتدخل عسكري حول العالم، هذا كله بخلاف دعمها الدائم ومشاركتها في قتل مئات الآلاف من الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ولا تزال أعمال القتل مستمرة حتى اللحظة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وستأخذك الصدمة حين أخبرك بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الثانية كأكبر دولة في العالم تسجن مواطنيها بحسب ما جاء في كتاب "500 عام من السجون في أمريكا".
حقوق الإنسان التي تتغنى بها الولايات المتحدة تأتي في ظل تدشينها سجون عملاقة لتعذيب المعارضين والمناضلين لها في البلدان التي احتلتها واعتدت عليها، ولعل أبرز تلك السجون سيئة السمعة هو معتقل "جوانتانامو" سيء السمعة.
الولايات المتحدة أعلنت أن معتقلاتها فى قواعدها العسكرية حول العالم وخاصة في جزيرة جوانتانامو أمكنة (لا تطبق فيها القوانين الدولية ولا الوطنية) وهو ما يكشف الوجه القبيح لمزاعم راعية الحريات والديموقراطية في العالم، وهو ما دفع أيضًا منظمة العفو الدولية للإعلان في تقرير لها تحت عنوان "عقد من انتهاك حقوق الإنسان"، أن عدم أغلاق معتقلات جوانتنامو يخلِّف إرثاً مسموماً فى مجال حقوق الإنسان.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قادت الولايات المتحدة الأمريكية وشنت 75 حربًا وتدخلًا عسكريًا ودعمًا للانقلابات العسكرية المسلحة في العديد من بلدان العالم لا لشيء إلا لخدمة مصالحها الخاصة، والتي ترتب عليها ملايين القتلى من شعوب العالم المختلفة.
استخدمت أمريكا جميع أنواع الأسلحة الممنوعة والمحرمة دوليًا، وفق مواثيق الأمم المتحدة فى اعتداءاتها على الشعوب، ولعل أبرز مثال على تلك الانتهاكات هو استخدامها القنابل الذرية ضد اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، كما استخدمت السلاح الكيميائى فى فيتنام بعد اليابان، رغم منع استخدام الأسلحة الكيميائية بموجب اتفاقية هيئة الأمم المتحدة، فاستخدمت قنابل النبالم والفسفور وغيرها من الأسلحة الكيميائية، كما ضربت الشعب العراقي بمئات الآلاف من أطنان المتفجرات والمواد الكيميائية المحرمة، إلى جانب اغتصاب آلاف الفتيات والسيدات ونهب وسرقة آلاف الأطنان من الذهب والموارد العراقية وتحويلها إلى واشنطن بزعم تكلفة الحرب.
وتعد حرب الولايات المتحدة الأمريكية على فيتنام تطبيقًا منهجيًا لأعمال التعذيب الوحشى من عمليات اغتصاب متكررة وجماعية على يد الجنود الأمريكيين، وكذا ربط أيدى وحلمات الأثداء للنساء والخصيتين للرجال، وتعليق الأسرى خلف عربات وجرهم فى حقول الأرز حتى الموت، وكذا أعمال قذف المعتقلين من المروحيات أثناء تحليقها، والسحق تحت جنازير الدبابات، وقطع الرؤوس، وكذا قطع الذراعين وترك الأشخاص يموتون نزفًا وغيرها من الأساليب المتوحشة، التي ارتكبتها البلد راعية السلام وحقوق الإنسان -كما تزعم-.
ولجرائم الولايات المتحدة الأمريكية منذ نشأتها سجل قذر مليء بالجرائم والانتهاكات المروعة ودماء ملاين الضحايا الأبرياء، وأحيلك عزيزي القارئ إلى مطالعة 5 كتب لتكتشف بالأدلة القاطعة الجانب المظلم والوجه القبيح لأمريكا وقادتها منذ نشأتها، وهذه الكتب الخمسة هي:
"الحروب القذرة.. ميدان المعركة العالم" لمؤلفه الصحفي جيمي سكاهيل، وهو الذي جاب دول العالم لكي يتتبع العمليات الأمريكية العسكرية، والتي جاءت تحت إطار ما يسمى الحرب على الإرهاب في أفغانستان واليمن ومالي والصومال، والتي عبر عنها المؤلف بقوله: "تحولت تلك الحروب من الحرب على الإرهاب إلى حرب للإرهاب ساحتها العالم بأكمله".
"الاغتيال الاقتصادي للأمم.. اعترافات قرصان اقتصاد" لمؤلفه "هوجون بركنز"، والذي كان يعمل مستشارًا في وكالة الأمن القومي الأمريكي، وهو يكشف عن سرطان الشركات العملاقة ومتعددة الجنسيات والتي تستخدم في ضرب الدول اقتصاديًا، ويكشف مفهوم الكوربوقراطية وكيف تستغل أمريكا تلك الشركات في تركيع الأمم اقتصاديًا.
ومن الكتب المهمة لكشف وجه واشنطن القبيح، كتاب: "أوكار الشر.. دراسة حول آل بوش ووكالة المخابرات المركزية والشكوك حول هجمات 11/9"، وهو كتاب ينتمي مؤلفه إلى عائلة عسكرية كما أنه خدم في الاستخبارات الأمريكية، وكشف كيف تستغل أمريكا المشاعر الدينية والتعصب الأعمى لتحقيق أهدافها السياسية، ومراحل إنشاء اليمين الديني وتطور نفوذه في الولايات المتحدة.
ويسلط كتاب: "بلاكووتر.. أخطر منظمة سرية في العالم"، لمؤلفه جيمي سكاهيل، الضوء على شركة "بلاك ووتر" والتي تعتبر أكبر شركة مرتزقة في العالم، كما أنها تقدم الخدمات الأمنية والعسكرية للدول الأجنبية والتي تخدم مصالح واشنطن على حساب شعوب تلك الدول.
وأختم بالكتاب المشهور "الإعلام والسيطرة على العقول" لمؤلفه "نعوم تشومسكي"، والذي يوضح ويفند بالأدلة سياسات الولايات المتحدة والبروباغاندا التي يعتمدها الإعلام الأمريكي لتغييب العقول للشعوب حول العالم، وأيضًا حتى الشعب الأمريكي الذي يظن أنه يمارس الديموقراطية في اختيار حكومته يتم غسيل أدمغته بالإعلام الموجه على غرار دول العالم الثالث، وهو ما يكشف تغلغل الديكتاتورية الأمريكية وحكمها العالم من خلف ستار الحريات والديموقراطية.