حي فوق الرأس.. تاريخ الإسلام والنضال في جنوب أفريقيا
يقع حي "بوكاب" (Bo-Kaap) في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، ويعرف أيضاً باسم "حي المسلمين". يتميز الحي بألوانه الزاهية لمنازله، التي تُعد مزيجًا فريدًا من الأساليب المعمارية الهولندية والشرق آسيوية مع لمسات من الهندسة الإسلامية.
يعود تاريخ الحي إلى القرن الثامن عشر، عندما تم تأسيسه كمستوطنة للمسلمين الذين تم جلبهم من مستعمرات هولندا في جنوب شرق آسيا.
لعب حي "بوكاب" دورًا هامًا في تاريخ جنوب أفريقيا، حيث كان مركزًا للمقاومة ضد نظام الفصل العنصري.
يقع الحي على سفح جبل "الطاولة" الشهير، يتميز بألوانه الزاهية لمنازله، مزيج فريد من الأساليب المعمارية الهولندية والشرق آسيوية مع لمسات من الهندسة الإسلامية.
يُعدّ المسجد الأول، الذي بُني عام 1798، أقدم مسجد في جنوب أفريقيا، ورمزًا هامًا لتراث المسلمين في البلاد.
للإشارة فغن إلى أن سكان حي “فوق الرأس”، يقع في دولة عرفت نظام الفصل العنصري وممارساته ضد السكان الأصليين، والتفرقة على أساس لون البشرة والعرق لفترة طويلة، وهم مرتبطون ارتباطا وثيقا بفلسطين، وهو الأمر الذي عاد بشكل إيجابي على علاقة مميزة واستثنائية على المستوى الشعبي وحتى الرسمي، حيث يلاحظ الزائر عند دخوله إلى “بوكاب” أو حي “فوق الرأس”، الأعلام الفلسطينية المعلقة على مختلف أبواب المنازل، وحتى على جانبي الطريق، إضافة إلى لوحات وجداريات تدعم المقاومة الفلسطينية وتتضامن مع الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تواجد “متحف فلسطين” بالحي.
عرف سكان جنوب إفريقيا عموما، وسكان حي “فوق الرأس”، بشكل خاص، المعنى الحقيقي للتفرقة العنصرية ببلاد، على أساس اللون والدين والعرق، لذلك نجدهم يشبهون ممارسات نظام الفصل العنصري عليهم بممارسات الاحتلال “الصهيوني” في فلسطين، كما يعتبر “متحف فلسطين” أول مركز حقوق إنسان في القارة إفريقيا، مؤكدا على وجود لجان حقوق إنسان عالمية، إلا أنه الأول كمركز متكامل، كما يلعب المركز دورا كبير وهو إنشاء ألبوم لذاكرة التاريخ، من الانتهاكات التي يتعرض لها البشر في بلدان عديدة، وتضمينها برسائل تضامن وتأييد لحقوق الإنسان، كما أن حفيد الزعيم الجنوب إفريقي، سبق وأن ألقى كلمة من قبل “حي المسلمين’ في كيب تاون، كانت بمناسبة “النكبة”، حيث أكد أن الفلسطينيين الذين يعانون حاليا، سينعمون في يوم من الأيام بثمار كفاحهم الشجاع، مؤكدا في نفس الإطار، أن أهالي البلاد الأصليين يرون معاناة ودموع الفلسطينيين ويشعرون بألمهم وتعبهم، كما أشار حفيد الزعيم الإفريقي أن رفع العلم الفلسطيني في كل شارع من شوارع “بوكاب”، دليل لكل من يأتي لزيارة المدينة، من أنحاء العالم، سيرون حيّ الرقيق التاريخي ويرون الأعلام الفلسطينية، حينها سيقولون إن “إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين ما زالوا يتعرضون للاحتلال والوحشية والإبادة الجماعية من قبل إسرائيل العنصرية”.
زار الرئيس الراحل نيلسون مانديلا الحي في عام 1994، ودعا سكانه إلى الوحدة والتضامن.
يتميز الحي بمساجده العديدة، أبرزها "مسجد أول" و"مسجد نور الإسلام".
تُقام في الحي العديد من الفعاليات الثقافية والدينية، مثل "مهرجان بوكاب" السنوي.
يُعد الحي وجهة سياحية شهيرة، حيث يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم بجماله وتاريخه العريق.
معالم بارزة
المسجد الأول: أقدم مسجد في جنوب أفريقيا، يتميز بجماله المعماري وتاريخه العريق.
متحف بوكاب: يعرض تاريخ وثقافة الحي، بما في ذلك تراثه الإسلامي الغني.
شارع بيكلي: شارع رئيسي في الحي، يضم العديد من المتاجر والمطاعم والمقاهي.
جبل الطاولة: معلم طبيعي خلاب يطل على الحي، يوفر إطلالات بانورامية رائعة.