اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

جنوب أفريقيا تكثف جهودها لمحاكمة إسرائيل.. اتهامات بالإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين

العدوان الإسرائيلي على غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة

أكد أوبيد بابيلي، عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأفريقي، أن دولة جنوب أفريقيا ستقدم قريبًا المزيد من الأدلة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين إلى محكمة العدل الدولية، مشددًا على أن هذه الجرائم تصل إلى حد الإبادة الجماعية. وفي حديثه لبرنامج "مع رئيس التحرير" عبر تلفزيون فلسطين، قال بابيلي: "نريد أن نثبت أن ما تقوم به إسرائيل هو إبادة جماعية، وسنستمر في تقديم البينات والأدلة."

وأشار إلى أن إسرائيل تواصل استهداف الفلسطينيين رغم القرارات الدولية التي تدعو لوقف جرائمها، وذلك بفضل الدعم الأميركي والأوروبي الذي يغض النظر عن هذه الانتهاكات. وعبّر عن أهمية إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكداً الحاجة إلى وقفة دولية جدية لإنهاء العدوان على قطاع غزة.

ولفت بابيلي إلى أن الأمم المتحدة بحاجة إلى تحسين فعاليتها، مشيرًا إلى أن الفيتو الأميركي يحبط جهودها، ودعا إلى اعتماد نظام يسمح بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بالأغلبية دون استخدام حق الفيتو. كما أكد على ضرورة دعم دول العالم لدعوة جنوب أفريقيا لمحاكمة إسرائيل.

وعن الضغوط التي تعرضت لها جنوب أفريقيا، قال بابيلي إن بلاده تواجه ضغوطًا للتراجع عن دعوتها، لكنه أكد التزام المؤتمر الوطني الأفريقي بمساندة القضية الفلسطينية. وأشار إلى زيادة النشاطات التي تقوم بها سفارات جنوب أفريقيا لرفع الوعي حول الحملة الإسرائيلية.

وتناول أيضًا وضع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مشددًا على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن التعذيب والقتل الذي يتعرضون له. وفيما يتعلق بوكالة الأونروا، أدان الحملة الإسرائيلية ضدها، مؤكدًا أهمية احترام القانون الدولي وملاحقة من يعتدي على المنظمات الإنسانية.

وأختم بابيلي بالتحذير من أن سياسة نتنياهو العنصرية تهدد المواقع الدينية في القدس، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ستنتهي في النهاية بحصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله.

تصعيد جنوب أفريقيا تجاه إسرائيل: أبعاد تاريخية وسياسية
اتخذت جنوب أفريقيا خطوات تصعيدية ملحوظة ضد إسرائيل مؤخرًا، إثر التصعيد في غزة، كان أبرزها المطالبة بالتحقيق مع قادة تل أبيب أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الحرب والإبادة الجماعية. وعلى الرغم من معرفة جنوب أفريقيا بعدم اعتراف إسرائيل بولاية المحكمة، إلا أن هذه الخطوة تعكس التزامًا واضحًا بالقضية الفلسطينية.

سبق هذه المطالب خطوات أخرى، منها تحميل الرئيس سيريل رامافوزا إسرائيل مسؤولية التصعيد، وارتداء الكوفية الفلسطينية تضامنًا مع غزة، فضلاً عن عرض الوساطة بين حماس وإسرائيل لوقف القتال.

هذا التصعيد يثير تساؤلات حول أسبابه الحقيقية: هل هو رد فعل على الأحداث الأخيرة فقط، أم يحمل خلفيات تاريخية أعمق؟ ويبدو أن السياسة الخارجية الحالية تحت قيادة رامافوزا تستمر على نهج أسلافه، مثل نيلسون مانديلا وثابو مبيكي، الذين دعموا القضية الفلسطينية منذ انتهاء حقبة الفصل العنصري.

هذا التطور قد يمثل منعطفًا جديدًا، يؤكد على دور جنوب أفريقيا كداعم رئيسي للحقوق الفلسطينية في الساحة الدولية، ويعكس التزام البلاد بالمبادئ التي تأسست عليها بعد انتهاء الفصل العنصري.