وكيل الأزهر: قدمت مصر أنموذجا يتحذى في التعايش القائم على مواطنة حقيقية
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن مصر قدمت أنموذجا يتحذى في تعزيز المواطنة الحقيقية التي تضمن حياة آمنة مستقرة للجميع.
وأشاد وكيل الأزهر، في كلمته خلال مؤتمر "الثقافية الإعلامية والمعلوماتية" بجامعة الدول العربية، بدور مصر في تعزيز التعايش السلمي والتسامح بين مختلف أبناء الوطن.
وأشار الضويني، إلى أن وثيقة المدينة، التي وثقتها الدولة الإسلامية الأولى، تعد دليلا عمليا لقيام المجتمع الإسلامي على تأكيد السلام والتعايش السلمي بين أبناء المجتمع، مؤكدا أن الإسلام يعتبر من أعدل المناهج لتحقيق التعارف والتواصل وخدمة الإنسانية.
وأوضح وكيل الأزهر، أن روح السلام والتسامح تسري في ملل الأرض التي تعلي من شأن هذه المعاني النبيلة، وأن السلام والتسامح هما ضمانة حقيقية لاستقرار الأمم والشعوب ورقي المجتمعات ونهضتها.
وشدد أن الإسلام قد نقله إلى واقع حين جعل الإيمان بجميع الأنبياء السابقين ركنا من أركان العقيدة، قال تعالى: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم" بل دعا إلى التواصل الفعال مع أتباعهم ما دامت السماحة حاكمة، قال تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وبهذا السلام والتسامح البناء، يشهد التاريخ الإسلامي، فكم من دولة وخلافة وإمارة وحكومة عاش فيها جنبا إلى جنب مسلمون وغير مسلمين، والأمثلة كثيرة.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بالتأكيد على أن التسامح الذي نبذله لغيرنا يجب أن يقابله تسامح يبذله غيرنا لنا، وأن التسامح الحقيقي لا يعني التفريط في الحقوق ولا الاعتداء على الخصوصيات، بل يشمل الاحترام المتبادل والتقدير لتنوع الآراء والثقافات.
وأشار إلى أننا وإذ نشكر هذه التوجهات التي تشتد حاجة العالم المعاصر إليها، فإننا نؤكد أن الإسلام من أعدل المناهج لتحقيق التعارف والتواصل، وأن الإسلام يدعم التعايش بين مكونات المجتمع ويهدف إلى خدمة الإنسانية وتحقيق مصالح البشرية ونؤكد في الوقت نفسه أن السلام والتسامح الحقيقي لا يعني أبدا التفريط في الحقوق ولا الاعتداء على الخصوصيات ولا مسخ الهويات ولا الإساءة إلى المعتقدات ولا انتهاك حقوق المستضعفين ولا تشويه التاريخ والحقائق، وأن التسامح يمشي على ساقين لا على ساق واحدة، ويرى بعينين لا بعين واحدة، والتسامح الذي نبذله لغيرنا لا بد أن يقابله تسامح يبذله غيره لنا، وإلا استحال الأمر تخاذلا وهوانا.