حكم صلاة التسابيح في وقت الكراهة حسب رؤية دار الإفتاء
حكم صلاة التسابيح في أوقات الكراهة من الأمور التي أثارت اهتمام الكثيرين، حيث تساءل البعض عن جواز أدائها في أوقاتٍ معينة قد تُعد غير مستحبة للصلاة، وردت دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل، موضحةً رأي الفقهاء في حكمها وتحديد الأوقات التي تكره فيها الصلاة، إضافة إلى شروط وكيفية أدائها، في هذا المقال، سنتناول أهم النقاط التي وردت في إجابة دار الإفتاء، ونلقي الضوء على آراء المذاهب الأربعة حول هذا الموضوع.
كيفية صلاة التسابيح وفضلها
صلاة التسابيح تُعد من الصلوات المسنونة في الإسلام، ولها كيفية خاصة تختلف عن الصلوات المعروفة، تؤدى هذه الصلاة بأربع ركعات، حيث يُقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة قصيرة في كل ركعة، ثم يُسبّح المصلي 75 تسبيحة في كل ركعة مقسمة على الأركان، روى الإمام أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيّن فيه فضل هذه الصلاة، إذ قال: "إذا فعلتَ ذلك غفر الله لك ذنبك"، مما يعكس أهمية هذه الصلاة في غفران الذنوب وتفريج الكروب.
آراء الفقهاء في حكم صلاة التسابيح
ذكرت دار الإفتاء أن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة؛ الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة، أقروا بأن صلاة التسابيح سنة مستحبة، ويُفضل القيام بها ولو مرة واحدة في العمر، وذلك لما تحمله من فضل كبير وعظيم ثواب، جاء هذا في عدة مراجع فقهية مثل "حاشية ابن عابدين" و"مواهب الجليل" و"مغني المحتاج".
الأوقات التي تُكره فيها الصلاة
ورد في رد دار الإفتاء أن للصلاة أوقاتًا محددة يُكره فيها أداء النوافل التي ليس لها سبب معين، وتُعرف بأوقات الكراهة. وهذه الأوقات هي:
1. بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس.
2. عند طلوع الشمس حتى ترتفع.
3. عند استواء الشمس في كبد السماء حتى تزول.
4. بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
5. عند غروب الشمس حتى تتم غروبها.
حكم أداء النوافل في أوقات الكراهة
يرى جمهور الفقهاء أن النوافل المطلقة، التي تؤدى بدون سبب، تكون مكروهة في هذه الأوقات. ومع ذلك، هناك استثناء للنوافل التي تؤدى لسبب سابق أو مقارن للصلاة، مثل تحية المسجد وركعتي الوضوء، فبينما يرى الحنفية والمالكية كراهة أداء هذه الصلوات في أوقات الكراهة، يرى الشافعية والحنابلة عدم كراهة ذلك.
حكم صلاة التسابيح في أوقات الكراهة
بناءً على هذه الأحكام، أوضحت دار الإفتاء أن صلاة التسابيح، بصفتها نافلةً لا سبب لها، تُكره في أوقات الكراهة باتفاق جمهور الفقهاء، وإذا قام الشخص بأدائها في هذه الأوقات فإنها تُعد فاسدة، لكن الشافعية يستثنون من ذلك حالة اتخاذ الصلاة وردًا وعادة، إذ يجوز أداؤها في أوقات الكراهة لمن اعتادها.
حكم صلاة التسابيح في أوقات الكراهة
في ختام الرد، أكدت دار الإفتاء أن أداء صلاة التسابيح في أوقات الكراهة مكروه ولا يجوز، وتُعتبر فاسدة إذا أُديت خلالها. لكن لا مانع عند الشافعية لمن اعتادها وأخذها كورد، مما يعني أنه يمكن أداؤها في هذه الحالة دون كراهة.