دار الإفتاء المصرية: التحرش جريمة لا مبرر لها بملابس المرأة
دار الإفتاء المصرية: التحرش جريمة لا مبرر لها بملابس المرأة.. أوضحت دار الإفتاء المصرية، في بيان توعوي، أن التحرش يُعد جريمة كبيرة لا يمكن تبريرها بنوع ملابس المرأة. جاء هذا التوضيح ردًا على سؤال وُجِّه إلى الدار عن مدى شرعية تبرير التحرش بسبب الملابس.
تعريف التحرش وحرمته في الإسلام
أشارت دار الإفتاء إلى أن التحرش يُعرَّف على أنه كل فعل أو قول له طابع جنسي وينتهك خصوصية الآخر. وأكدت أن التحرش من الكبائر المحرمة شرعًا، إذ يتضمن تعديًا على الحرمات والأعراض. واستدلت الدار بحديث النبي ﷺ، حيث قال: "إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ"، مما يوضح أن هذا الفعل يعد تجاوزًا خطيرًا للشريعة الإسلامية.
التحرش بين انتهاك الخصوصية واستراق النظر
أضافت دار الإفتاء أن المتحرش يجمع بين عدة أفعال محرمة، منها استراق النظر وخرق الخصوصية، وهو ما حذر منه النبي ﷺ بقوله: "إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ"، وأمر النبي بوجوب احترام الطريق وحقوق الآخرين، ومن ذلك غض البصر وكف الأذى.
موقف الإسلام من جريمة التحرش
أشارت الدار إلى أن الإسلام يتصدى لهذه الجريمة ويضع عقوبات صارمة على مرتكبيها، وأوجب على السلطات وأولي الأمر مواجهة مظاهرها المشينة بكل حزم. وأوضحت أن قانون العقوبات المصري يجرم التحرش الجنسي ويوفر عقوبات رادعة لمن يرتكب هذا السلوك، إذ تضع الشريعة حماية المجتمع ضمن أولوياتها.
تبرير التحرش بملابس المرأة مرفوض تمامًا
في نهاية بيانها، أكدت دار الإفتاء أن ربط جريمة التحرش بملابس المرأة هو تبرير زائف لا يصدر إلا عن نفوس مريضة، وأشارت إلى أن الإسلام يلزم الرجل بغض البصر في كل الأحوال، استنادًا لقول الله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾. وبيَّنت الدار أن المسألة ليست متعلقة بنوع الملابس بقدر ما هي مسألة التزام بالأخلاق وحفظ الأعراض.
بهذا الشرح، تسعى دار الإفتاء إلى توعية المجتمع بخطورة هذه الجريمة وآثارها المدمرة على الأخلاق، وتشدد على ضرورة التصدي لها وعدم التهاون في تطبيق العقوبات الرادعة، حفاظًا على أمن المجتمع وكرامة أفراده.