مقتل 11 إرهابيا في عمليات أمنية في باكستان
شهدت باكستان ارتفاعا كبيرا في عدد الحوادث المرتبطة بالإرهاب. وتقول السلطات إن معظم هذه الهجمات ينفذها متشددون متمركزون في أفغانستان. لكن حكومة طالبان تنفي تورطها.
وباكستان جمهورية إسلامية تقع في الجزء الغربي من شبه القارة الهندية، ويتألف اسمها من كلمتين فارسيتين: "باك" تعني الطهارة و"ستان" بمعنى أرض، لذا يطلق عليها "الأرض الطاهرة"، وهي الدولة النووية الإسلامية الوحيدة.
تقع باكستان في الجزء الغربي من شبه القارة الهندية، تحدّها أفغانستان من الشمال والشرق، وإيران من الشرق، وبحر العرب من الجنوب، والهند من الغرب، والصين من الشمال الشرقي.
تقسم باكستان إلى 4 مناطق جغرافية: المنطقة الشمالية الجبلية التي تمر بها سلسلة جبال الهيمالايا وكاراكورام، وهضبة بلوشستان، وسهل السند، والمناطق الصحراوية.
تبلغ مساحة باكستان 796 ألف كيلومتر مربع.
يبلغ عدد السكان 235 مليونا ونصف مليون نسمة حسب إحصائيات موسوعة "بريتانيكا" (Britannica) لعام 2022، ويجعلون منها الدولة السادسة من حيث عدد السكان 2020.
تعدّ اللغة الأوردية الأكثر انتشارا في البلاد، ولها قاعدة مشتركة مع اللغة الأردية في الهند، لكنها متأثرة بخليط فارسي عربي وتكتب بالفارسية، على عكس الهندية المتأثرة بالسنسكريتية وتكتب بالديفاناغارية، أما اللغة الرسمية فهي الإنجليزية، وتوجد لغات محلية أخرى كالبنجابية والسندية والبشتو والسرايكية والهندكو.
تاريخ الاستقلال الخاص بها هو 14 أغسطس 1947، وهو ذاته تاريخ تقسيم شبه القارة الهندية والانفصال عن الهند.
نظام الحكم جمهوري فدرالي، وتتألف السلطة التشريعية من مجلس شيوخ ومجلس نواب فدرالي يعرف بـ"الجمعية الوطنية" ويُنتخب أعضاؤها بشكل مباشر، بعكس مجلس الشيوخ الذي ينتخب من البرلمانات الإقليمية ومجلس النواب الفدرالي.
ومنذ التعديل الذي أحدث على الدستور 2010 أصبحت مهام رئيس البلاد تشريفية بصلاحيات محدودة، ويعدّ رئيس الوزراء رأس السلطة التنفيذية في البلاد، وهو المسؤول عن تعيين الوزراء والمستشارين وكبار الموظفين، ويدير العمليات الحكومية وسياسات البلاد الحكومية، وغالبا ما يكون زعيم الحزب الذي يحظى بالأغلبية في مجلس النواب.
ويتألف النظام القضائي في باكستان من السلطة القضائية العليا والقضاء، والأولى هي التي تتولى مهمة الحفاظ على الدستور والمدافعة عنه.
العملة الخاصة بها هي الروبية الباكستانية.
كشمير السبب الرئيسي للعداوة الكبيرة بين البلدين.
ويخضع جزء من إقليم كشمير لباكستان، يسمى "منطقة آزاد كشمير"، وتعدّه باكستان دولة مستقلة عاصمتها مظفر آباد.
عانت باكستان بعد التقسيم من مشاكل اقتصادية كبيرة، بعدما سلمت بريطانيا ثروتها ومواردها في المنطقة التي استعمرتها إلى الهند، مما تسبب في تعطيل كثير من الصناعات والتجارات، كذلك إمدادات المياه للبلاد كانت تحت رحمة الهند.
وفي عام 1958 استطاع إسكندر ميرزا بمساعدة أيوب خان فرض أول حكم عرفي في باكستان، وعيّن أيوب خان رئيسا للحكم العرفي، لكنهما اختلفا، واستطاع أيوب خان سحب جميع السلطات من إسكندر ميرزا، وعين نفسه رئيسا لباكستان بالإضافة إلى رئيس الحكم العرفي، ثم رقى نفسه إلى رتبة مشير.
عين أيوب خان لجنة دستورية برئاسة قاضي العدل شهاب الدين وتمت صياغة الدستور، وفي الثامن من يونيو 1962 رفعت الأحكام العرفية وطبق الدستور الجديد، ثم أجريت الانتخابات الرئاسية 1965 وفاز فيها أيوب خان.
وفي عام 1971 اندلعت حرب أهلية بين الشطرين الشرقي والغربي توفي فيها أكثر من مليون شخص، وتشكلت على إثرها دولة بنغلاديش (الشرقية) بمساعدة الهند، وخسرت باكستان سبع مساحتها.
السلاح النووي
فرض الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في أبريل 1979 عقوبات اقتصادية على باكستان، بعد أنباء عن محاولتها تصنيع سلاح نووي بقيادة عبد القدير خان.
كما استخدمت إدارة كارتر نفوذها لحجب القروض عن باكستان من البنك الدولي، وقامت بالضغط على فرنسا وغيرها لوقف بيع المواد النووية إلى إسلام آباد.
ومنذ عام 1998، امتلكت باكستان رسميا أسلحة نووية بعد إجرائها أول تجاربها النووية، إذ حاولت باكستان تحقيق التوازن مع الهند بعد أن فجرت الهند قنبلتها النووية الأولى عام 1974، مما فاقم من حدة التوتر بينهما.
عانت باكستان من نقص حاد في احتياطيات النقد الأجنبي في مايو 2022، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2019، إذ بلغ احتياطي النقد الأجنبي 16.4 مليار دولار، بسبب زيادة عجز الحساب الجاري والعجز التجاري، وارتفاع مدفوعات الديون الخارجية.
وانخفضت احتياطيات البنك المركزي الباكستاني بمقدار 190 مليون دولار إلى 10.308 مليارات دولار.
وبلغت الروبية أدنى مستوياتها في تاريخ البلاد، إذ بلغ سعر تداولها مقابل الدولار الأميركي 200 روبية في 19 مايو 2022.
وفي 29 أغسطس 2022، وافق صندوق النقد الدولي على دعم باكستان التي تعاني من ضائقة مالية بـ1.1 مليار دولار.
أهم الصادرات: المنسوجات، والمواد الغذائية، والأدوية، ومواد البناء، والأسماك والروبيان، والأسمدة الكيميائية، والمنتوجات الورقية، والآلات الطبية، والأدوات الرياضية، والفواكه والخضار، والمنتجات الجلدية، والأرز، والقطن، والقمح، والحبوب الزيتية.
وقتلت قوات الأمن الباكستانية 11 إرهابياً في عمليات أمنية مختلفة، نفذتها قوات الأمن قرب الشريط الحدودي مع أفغانستان.
وقال بيان صادر عن الجيش الباكستاني، اليوم الثلاثاء، إن قوات الأمن قضت على عنصر إرهابي خلال عملية نفذتها في منطقة وزيرستان بولاية خيبر باختونخوا، شمال غربي باكستان، كما تم القضاء على 10 إرهابيين آخرين في عملية أخرى نفذتها في منطقة ديرة إسماعيل خان في الولاية نفسها.
وأضاف البيان أن العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها متورطة في كثير من الأعمال الإرهابية ضد القوات الأمنية وقتل المدنيين الأبرياء. وتقوم قوات الأمن الباكستانية بعمليات تفتيش روتينية، استناداً إلى معلومات استخباراتية تقدمها أجهزة الاستخبارات.
وتظهر حركة «طالبان الباكستانية» عموماً كقوة متهورة عاقدة العزم على التدمير. ولكن في العامين الماضيين، أظهرت علامات على أنها تتصرف أحياناً بحذر شديد، أو تظهر علامات على الخوف من القوات التي تقاتلها.
وفي الآونة الأخيرة، ظهرت على حركة «طالبان الباكستانية» في مناسبتين علامات الخوف من القوات التي تقاتل ضدها.
ولقى 5 صينيين مصرعهم في آخر الهجمات الانتحارية على حافلة ركاب تقل مهندسين صينيين، بالقرب من بلدة بيشام بشمال باكستان. يعتقد الجميع أن هذا كان من عمل حركة «طالبان الباكستانية»، ولكن الحركة نفت بنفسها أي مسؤولية عن الحادث.
وفي العام 2021، تراجعت حركة «طالبان الباكستانية» عن تصريحاتها بعد ادعائها وقوع هجوم في كويتا، قد يُستهدف فيه السفير الصيني في باكستان. وقع هذا الهجوم الانتحاري في أبريل (نيسان) 2021 واستهدف فندق «سيرينا» في كويتا بهجوم انتحاري بواسطة سيارة.
وادعت الحركة في بيانها الأصلي أن الأجانب الموجودين في الفندق هم الهدف الرئيسي. في وقت الهجوم، كان السفير الصيني لدى باكستان، نونغ رونغ، يقيم في الفندق، ونجا من الأذى.
ويعتقد خبراء مكافحة الإرهاب -بشكل عام- أن السفير الصيني كان الهدف الرئيسي للهجوم. وبهذه الطريقة يُقال إن حركة «طالبان الباكستانية» فتحت جبهة جديدة ضد الصين. ولكن بعد أن أدركت حركة «طالبان الباكستانية» العواقب المترتبة على مزاعمها الأولية، أصدرت الحركة رداً موضحة أن السفير الصيني لم يكن هو المستهدف. ويعتقد الخبراء أن السبب وراء إعادة النظر لاحقاً لدى حركة «طالبان الباكستانية» هو الخوف من رد فعل عنيف من جانب الجيش الباكستاني والصين لمكافحة الإرهاب.
ليس الأمر أن حركة «طالبان الباكستانية» لم تستهدف في الماضي مصالح ومواطنين صينيين؛ لكن منذ سيطرة حركة «طالبان» على أفغانستان في أغسطس 2021، لا تزال الحركة الباكستانية تعيش في ظل حركة «طالبان الأفغانية». كما تقيم حركة «طالبان الأفغانية» علاقات طيبة للغاية مع الحكومة الصينية منذ توليها السلطة في كابُل.
وقال الخبراء إنه خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبحت حركة «طالبان الباكستانية» حريصة للغاية على عدم التعرض بالإساءة للرعايا الصينيين في باكستان.
ويعتقد بعض الخبراء أن هناك دلائل تشير إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» تريد التركيز على عدوها الرئيسي، ألا وهو الجيش الباكستاني؛ حيث إنها تستهدف بشكل عام أهدافاً عسكرية فقط خلال الأشهر الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» امتنعت عن استهداف أي بعثة دبلوماسية أجنبية أو موظفيها في السنوات الأخيرة.
وأعلن الجيش الباكستاني نجاح قواته في العمليات التي تنفذها. وكانت هناك حالات تراجعت فيها الجماعات الإرهابية جزئياً أو كلياً عن تصريحاتها، بعد ادعائها وقوع هجمات إرهابية معينة، كما حدث بعد استهداف فندق «سيرينا» في كويتا.