«مسجد الملك فيصل» جامع بلا قباب في قلب باكستان
يعد مسجد الملك فيصل، المعرف أيضا بمسجد شاه فيصل، من النقاط البارزة في الباكستان، ويصنف كرابع أكبر المساجد حجما على مستوى العالم، تمت عملية بناء المسجد، الذي يتميز بهندسته العمرانية الفريدة، في غضون 10 سنوات بتكلفة بلغت 120 مليون دولار، وتم الانتهاء منه عام 1986.
وتعود فكرة إنشاء المسجد إلى ملك السعودية الراحل فيصل بن عبدالعزيز خلال زيارته لباكستان عام ١٩٦٦، وفي عام ١٩٦٩ تم إجراء مسابقة دولية شارك فيها مهندسون من ١٧ دولة لإقامة المسجد.
واستغرقت عملية بناء المسجد الذي يتميز بضخامته وهندسته العمرانية الفريدة، ١٠ سنوات بتكلفة بلغت ١٢٠ مليون دولار، وتم الانتهاء من أعمال البناء عام ١٩٨٦، وتم افتتاحه عام ١٩٨٧ بصلاة عيد الأضحى.
ويمتد المسجد على مساحة ٥٠٠٠ متر مربع (٥٤٠٠٠ قدم مربع)، ويتسع لنحو ٣٠٠ ألف مصل (١٠٠ ألف منهم في قاعة الصلاة الرئيسة والباحة والأروقة و٢٠٠ ألف آخرين في المساحات المجاورة).
ويتميز التصميم المعماري للمسجد بالحداثة والتفرد، حيث لا يحتوي على قباب تقليدية مثل معظم المساجد حول العالم. يتكون التصميم من هيكل إسمنتي ذي 8 جوانب مستوحى من شكل الخيمة البدوية، حيث استعمل فيه نظام الشبكة الفراغية، وترتكز جدرانه على قاعدة مربعة طول ضلعها 61 مترًا، وتعلوه 4 مآذن ذات تصميم غير تقليدي.
وتغطي قاعة الصلاة الرئيسية بالرخام الأبيض ومزخرفة بالفسيفساء، وتحمل رسومًا من الخط العربي، بينما يبلغ ارتفاع المآذن 90 مترًا.
تتقابل أضلاع سقف الخيمة الـ4، حيث يتكون كل ضلع من 3 مثلثات، ويقع أحدها في اتجاه القبلة، بينما تتقابل الاتجاهات الـ3 الأخرى في نقطة تلاق على ارتفاع 40 مترًا على مستوى قاعة الصلاة.
ويتراءى المسجد للجميع من أي زاوية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث يظهر المسجد بمآذنه المرتفعة من كافة زوايا المدينة.
واختار رئيس باكستان، أيوب خان، موقع المسجد، حيث كان الهدف من اختيار هذا الموقع هو إنشاء مدينة حديثة متميزة عن العاصمة.
ويقع المسجد على مقربة من سلسلة جبال مرجلة، ليكون المنظر المطل على المسجد ذا جاذبية خاصة وله أجواء روحانية، إضافة إلى اللون الأبيض للمسجد الذي يعطيه جمالا وهيبة ويشعر كل من داخله بالخشوع والسكينة.