اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ”

صراع الإرهاب.. التنافس بين داعش والقاعدة في الساحل الإفريقي

التنافس بين داعش والقاعدة في الساحل الإفريقي
التنافس بين داعش والقاعدة في الساحل الإفريقي

يشهد إقليم الساحل والصحراء تنافسًا حادًا على النفوذ بين تنظيمي داعش والقاعدة، حيث ساهمت مشكلات الإقليم المتعلقة بالأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في تأجيج هذا التنافس.

ظل الساحل الغربي للقارة الإفريقية بمثابة بيئة حاضنة لغالبية الجماعات المسلحة، فمنذ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في القارة الإفريقية، وبداية انتشاره سنة 2014، كان هناك حالة من التعايش المشترك بين التنظيمات الجهادية بتلك المنطقة حتى 2017، حيث شهدت العلاقة بين تنظيمي القاعدة وداعش في الساحل الغربي منحى تنافسيًّا، وذلك مع تولي “إياد أغالي” قيادة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حيث شرعت الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة في السيطرة على مناطق هامة على طول الحدود المالية البوركينابية، مما أدى لإشعال حدة التنافس مع تنظيم داعش، ليسفر ذلك عن مقتل (1100) من مسلحي الجانبين على خلفية اشتباكات بلغت (200) اشتباك، خلال الفترة من 2019 وحتى بداية العام الجاري.

وبلغت الحرب الكلامية بين التنظيمين أوجها، حيث أشار “أبو عبيدة العنابي” قائد تنظيم القاعدة شمال المغرب الإسلامي، إلى العلاقة مع داعش بكونها حربًا ضارية، واصفًا إياهم بالخوارج، ومؤكدًا: “ليس بيننا وبينهم سوى الحرب.

وقد شكل مطلع 2020 ذروة التنافس بين التنظيمين، حيث تزايدت تطلعات كل منهما نحو توسيع مناطق نفوذه، وكانت أبرز المواجهات في إقليم دلتا النيجر بمالي، وإقليم جورما على امتداد الحدود المالية البوركينابية في أبريل 2020، بعد أن تمكن داعش من فرض سيطرته على مناطق كانت خاضعة لنفوذ “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، الأمر الذي دفع الأخيرة للرد بقوة من خلال هجمات مضادة مكنتها من استعادة نفوذها مرة أخرى، وطرد عناصر تنظيم داعش في الأقاليم الحدودية لمالي مع بوركينا فاسو.

وقد اعتمد تنظيم داعش في صراعه مع القاعدة على الحرب الكلامية، حيث شن التنظيم هجمات إعلامية ضد القاعدة عبر صحيفة “النبأ” الداعشية الخاصة به، ففي العدد (390) الصادر في مايو 2022 أشار داعش إلى تراجع نفوذ القاعدة في مالي، واقتناصهم قرية تيدرمين الواقعة شمال غرب مالي من قبضة القاعدة بعد تراجع نفوذهم عليها، كما تحرص داعش في الأعداد الصادرة عن صحيفتها الرسمية “النبأ” بوصف عناصر القاعدة بالمرتدين، وهي بذلك تسعى لوضع تبرير شرعي وراء استهدافهم لعناصر القاعدة، ومواجهتهم لهم في معارك متعددة.

ويحرص داعش على توجيه انتقادات حادة لقادة الفصائل التابعة للقاعدة بأعداد صحيفته، ففي عددها رقم (233) الصادر في مايو 2020، شنت الصحيفة حربًا إعلامية ضد “أمادو كوفا” زعيم جبهة تحرير مآسينا، و”إياد أغالي” زعيم جبهة نصرة الإسلام والمسلمين” متهمة إياهم بالتعاون مع العناصر الأجنبية، وفي العدد (238) الصادر في يونيو 2020، أشارت الصحيفة إلى تصفية داعش (170) مقاتلاً من جماعة “أنصار الإسلام” التابعة “لنصرة الإسلام والمسلمين” خلال اشتباكات وقعت على الحدود المالية البوركينابية.

في المقابل صعدت “نصرة الإسلام والمسلمين” من هجماتها المضادة لداعش، فنجدهم يقومون بدحض مزاعم داعش عبر قنواتهم على التلجرام، مؤكدين تمكنهم من تصفية العديد من عناصر داعش في مواجهات مختلفة، كان أبرزها “غزوة الاستنزاف4“، وهو ما أشارت إليه وكالة “ثبات” التابعة للقاعدة، حيث أكدت تمكن “نصرة الإسلام والمسلمين” من طرد عناصر داعش من مناطق مختلفة بمالي، ناهيك عن قتلهم وأسرهم للمئات منهم.

وفي خضم الحديث عن التنافس بين التنظيمين، وحرص كليهما على توسيع مناطق نفوذه، فقد شهدت الأشهر الماضية تناميًا في هجماتهما، فعلى صعيد “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، نجد قيامها بشن هجوم على بوابة للجمارك في بافارالا بولاية كاي بمالي خلال 23 مايو 2023، وتمكنت من السيطرة على الأسلحة والمعدات بالنقطة العسكرية، وفي الشهر ذاته تمكنت كتيبة “مآسيينا” التابعة للتنظيم ذاته من فرض حصار على جورينجو بولاية موبتي المالية، عقابًا لمواطني البلدة بسبب تعاونهم مع القوات الأمنية، وفي بوركينا فسو تمكنت جماعة النصرة من شن عدة هجمات ضد قوات للجيش في 16 و17 مايو الماضي ببلدة بانغورا نونقافيري، مما أسفر عن مقتل (10) جنود.

أما داعش فقد تمكن خلال أبريل 2023 من السيطرة على بلدة تيدرمين، وعزل ميناكا التي كانت تخضع لسيطرة جماعة النصرة، الأمر الذي يعكس تنافسًا محمومًا بين الطرفين على النفوذ، كما تمكن من توسيع نشاطه في بنين ونيجيريا، وعمل على إحداث تنسيق مع عناصره في ليبيا والجزائر، فأصبح لدى داعش أكثر من عشرين فرعًا داعمًا له، وفي يوليو الماضي أعلن عن فرع جديد له بمنطقة الساحل، حيث تبنى الهجوم على سجن كوجي النيجيري بالقرب من السفارة الأميركية.