أخيرا.. ”فتح” و”حماس” تؤكدان ضرورة إنهاء الانقسام وإنشاء حكومة توافق وطني
دعت حركتا "فتح" و"حماس" الفلسطينيتان، اليوم الثلاثاء، إلى "ضرورة إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة
وشددت الحركتان، مساء اليوم الثلاثاء، في بيان مشترك لهما، على "ضرورة الوحدة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وذلك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بانضمام كل القوى والفصائل الفلسطينية فيها وبمؤسساتها، وذلك اعتمادا على الاتفاقيات السابقة في هذا الشأن".
وجاء البيان المشترك للحركتين، خلال لقائهما في العاصمة الصينية بكين، فيما دعتا إلى "تعزيز الوحدة الفلسطينية بمساعدة الصين، التي ستساعد على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، حسب القرارات الدولية".
وطالب بيان الحركتين الفلسطينيتين بـ"ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني غير فصائلية مؤقتة أثناء حرب الإبادة أو بعدها، حتى تقوم هذه الحكومة بواجباتها الفنية والإدارية في الإغاثة وإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار غزة، وسيكون من مهامها الأساسية توحيد المؤسسات الفلسطينية والتحضير لإجراءات الانتخابات العامة، وبذلك ننزع من يد إسرائيل وأمريكا ذريعة الانقسام"، حسب البيان.
وأشار البيان المشترك إلى وجوب وحدة "الموقف الفلسطيني بشأن الحرب على قطاع غزة، والتأكيد على أهمية وقف حرب الإبادة والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتنسيق الجهود الوطنية المشتركة في إدخال المساعدات والإغاثة العاجلة إلى القطاع".
وشدد بيان حركتي "فتح" و"حماس" على "أولوية قضية الأسرى وضرورة الحفاظ على حقوقهم ودعمهم في هذه المرحلة الصعبة، التي يتعرضون فيها إلى أبشع أنواع التنكيل والإيذاء داخل السجون".
ويشار إلى أن البيان المشترك يعد جدول أعمال للقاء المقبل بينهما والمقرر له، في 14 يونيو 2024، في بكين.
ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين في الحركتين، قولهما إن "وفد حماس يرأسه عضو المكتب السياسي في الحركة موسى أبومرزوق، في حين يرأس وفد حركة فتح، عزام الأحمد".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين، يوم الجمعة الماضية، إن بلاده تدعم تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية، وتدعم كل الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، وزيادة التضامن عبر الحوار والتشاور.
وصرح جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح وعضو مجلسها الثوري، اليوم بأن "جولة الحوار بين فتح وحماس، التي استضافتها الصين، تأتي في ظل رؤية فلسطينية لدى فتح بأن مواصلة الحوار يكرس إلى واقع من التحاور المستمر".
وأضاف نزال، أن "ثقافة الحوار المستمر محمودة الطابع ونافعة، وهي أفضل بديل عن التناحر والسجالات التي تتم بين الحركتين عن بعد"، مؤكدًا أن "حركة فتح سوف تنتهز كل فرصة من أجل التواصل والحوار".
وبيّن أن "المصالحة تقتضي بأن تكون هناك سلطة واحدة، وجيش واحد وقرار واحد، وهذا يحتاج إلى أن يحترم الجميع التزامات الدولة والتزامات الحكومة الفلسطينية، التي بناء عليها تدشن تعاونا جديدا مع العالم يتكفل برفع الحصار وفتح آفاق جديدة للحياة أمام الشعب الفلسطيني".
وأفادت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، بأن "الصين استضافت، في الآونة الأخيرة، محادثات بين حركتي حماس وفتح، بهدف إجراء مشاورات للدفع نحو المصالحة الفلسطينية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي: "بناء على دعوة من الصين، جاء ممثلون عن حماس وفتح إلى بكين أخيرا، لإجراء حوار عميق وصريح، للدفع نحو المصالحة الفلسطينية ولإجراء حوار عميق وصريح لتعزيز المصالحة الفلسطينية".
وأضاف: "اتفق الجانبان على مواصلة عملية الحوار، والسعي لتحقيق الوحدة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن".
وأشار إلى أن الطرفين عبرا عن "رغبة سياسية في تحقيق مصالحة من خلال الحوار"، وعبرا أيضا عن تقديرهما البالغ لدعم الصين للشعب الفلسطيني، حسب قوله.
في نهاية فبراير الماضي، عُقد اجتماع مماثل في موسكو لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة.
وفي وقت سابق، أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن "اليوم الأول لاجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو كان إيجابيا"، وأضاف: "أعتقد أن هذا هو الاجتماع الأكثر إيجابية في السنوات الأخيرة، حيث يمكننا الاتفاق على الكثير".