التعاون الأمريكي الإيفواري في مجال مكافحة الإرهاب.. تحالف استراتيجي لمواجهة التحديات
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وكوت ديفوار تعاونًا وثيقًا في مختلف المجالات، ويُعدّ مجال مكافحة الإرهاب أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين.
فقد ساهمت الولايات المتحدة بشكل كبير في تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب في كوت ديفوار، من خلال تقديم الدعم العسكري والتدريبي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والمشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب.
وتعود جذور التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وكوت ديفوار إلى عام 2002، عندما أرسلت الولايات المتحدة قوات عسكرية إلى كوت ديفوار للمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية.
ومنذ ذلك الحين، واصلت الولايات المتحدة تعزيز تعاونها الأمني مع كوت ديفوار، حيث أقامت قاعدة عسكرية في أبيدجان، وتُعدّ أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في غرب إفريقيا.
قدمت الولايات المتحدة أسلحة ومعدات عسكرية لكوت ديفوار، كما ساعدت في تدريب القوات الإيفوارية على استخدام هذه المعدات، كما تشارك الولايات المتحدة وكوت ديفوار بانتظام المعلومات الاستخباراتية حول التهديدات الإرهابية، مما يساعد على تحسين قدرات مكافحة الإرهاب في كوت ديفوار، تشارك القوات الأمريكية بانتظام في عمليات مكافحة الإرهاب في كوت ديفوار، وتُقدم الدعم للقوات الإيفوارية في محاربة الجماعات الإرهابية.
ساعد التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وكوت ديفوار على تحسين الأمن والاستقرار في كوت ديفوار، مما أدى إلى تحسين حياة المواطنين الإيفواريين، كما لعب التعاون الأمني دورًا هامًا في إضعاف الجماعات الإرهابية في كوت ديفوار، وإحباط العديد من هجماتها.
ساهم تحسن الأمن والاستقرار في كوت ديفوار في دعم التنمية الاقتصادية في البلاد، وساعد التعاون الأمني على تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وكوت ديفوار، وبناء الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين.
وقعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الكوت ديفوار، جيسيكا ديفيس با، ووزير خارجية الكوت ديفوار، ليون كاكو أدوم، على مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ونشر الأخبار المضللة من قبل الدول الأجنبية.
وجاء في منشور صادر عن مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن التلاعب بالأخبار من قبل الدول الأجنبية، والذي يشمل الأخبار المضللة والبروباغندا، هو “تهديد أمني عابر للحدود الوطنية” يمكن أن يخلق أو يستغل الانقسامات داخل الدول وفيما بينها، ويعرض نزاهة الانتخابات للخطر، كما يقوض ثقة الجمهور في الحكومة.
وتؤكد مذكرة التفاهم اعتراف البلدين المشترك بالتهديد الذي يواجه كافة المجتمعات الديمقراطية. و “من خلال مذكرة التفاهم هذه، تؤكد الولايات المتحدة والكوت ديفوار رغبتهما في التعاون بشأن الاستراتيجيات الرامية لسد الفجوات في مجال القدرات، وتوسيع تبادل الأخبار، ومواءمة السياسات في مجالات العمل الرئيسية الخمسة التي وضعتها وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة التلاعب بالأخبار من قبل الدول الأجنبية.
وأضاف المنشور أن مذكرة التفاهم التاريخية هذه، وهي الأولى بشأن مكافحة التلاعب بالأخبار من قبل الدول الأجنبية بين الولايات المتحدة ودولة شريكة إفريقية، توضح كيف يمكن للتعاون الثنائي أن يساعد في بناء نظام بيئي “للأخبار أقوى وأكثر مرونة”.
وكشف تقرير جديد أن المعلومات المضللة وبالٌ على حياة الأفارقة، إذ يضعف الاستقرار والأمن والحرية على إثر الحملات الرقمية. وتعتبر روسيا منبع المعلومات المضللة في إفريقيا، وتُعرف بأنها تستغل وسائل الإعلام الاجتماعي في أغراض عدوانية وتنشر الأخبار الباطلة لبسط نفوذها، وترعى 80 حملة موثقة في أكثر من 22 دولة، وهذا يمثل ما يقرب من 40% من جميع حملات التضليل في إفريقيا.
وتأتي هذه الأرقام من دراسة جديدة أجراها مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، وثقت 189 حملة تضليل في القارة؛ أي ما يقرب من أربعة أضعاف العدد المسجل في عام 2022.
وجاء في الدراسة التي نُشرت يوم 13 مارس الماضي: ”هذا الرقم أقل من الواقع بالتأكيد بسبب غموض المعلومات المضللة؛ وتستفيد الجهات التي تشن هجمات تضليل متطورة على المشهد الإعلامي الإفريقي من سرعة انتشار الاتصالات الرقمية وإمكانية الاستفادة منها بغية إعادة تشكيل أنظمة المعلومات في القارة بنطاقات وسرعات تعجز عنها المنصات التناظرية التقليدية.“ ويوجد في إفريقيا ما يُقدَّر بنحو 600 مليون مستخدم للإنترنت، 400 مليون منهم نشطون على وسائل الإعلام الاجتماعي. وكشف التقرير أنها نشرت أكاذيبها ودعايتها في 19 دولة إفريقية على الأقل، وبلغ عدد حملاتها التضليلية 80 حملة، وصلت إلى ملايين المستخدمين على عشرات الآلاف من الصفحات الإلكترونية المزيفة والممولة والمنشورات على وسائل الإعلام الاجتماعي.