ما هي أهداف إسرائيل من العملية العسكرية في رفح الفلسطينية؟
بدأت إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع الجاري قصف منطقة شرق رفح الفلسطينية وتهجير سكانها حيث نزح أكثر من مائة ألف شخص منذ الاثنين الماضي، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وف هذا السياق، تحدثت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية عن الوضع خلال الشهور الماضية منذ الثامن من أكتوبر، حيث ظلت إسرائيل تتصارع مع الرد المناسب على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في اليوم السابق - وفي الأشهر السبعة.
وقالت الصحيفة العبرية أنه في البداية، كانت الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حازمة في هدفها المتمثل في "تدمير" و"القضاء" على حماس، ودعمت هذا النهج باعتباره الطريق إلى ما أسمته "النصر الكامل".
ومع ذلك، مع تطور الصراع، تطورت أيضًا الأهداف المعلنة للجيش الإسرائيلي، حيث بدأ الضباط في إعادة تحديد هدف الهجوم البري، وتحويل التركيز نحو تحقيق واقع أمني جديد في غزة بدلاً من النصر الكامل.
ولم يعد الهدف هو القضاء التام على حماس، بل تدهور كبير في قدراتها العسكرية وقوتها البشرية وأسلحتها إلى درجة لم يعد بإمكانها فيها بسط سيطرتها على غزة أو تشكيل تهديد كبير لدولة إسرائيل.
وتشير تقديرات إسرائيل إلى وجود أربع كتائب تابعة لحماس هناك، يبلغ عددها حوالي 15 ألف رجل مسلح، فر العديد منهم إلى جنوب غزة عندما بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي هجومه البري في الشمال قبل ستة أشهر.
ويعتقد أن الرهائن موجودون هناك؛ ومن المرجح أن يحيى السنوار ومحمد ضيف، قادة حماس، موجودان في أحد الأنفاق هناك.
وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة، أن نحو 110 آلاف مواطن، نزحوا حتى الآن من مدينة رفح الفلسطينية التي تتعرض لهجوم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى مناطق أخرى في القطاع.
وأوضح رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" جورجيوس بتروبولوس خلال المؤتمر الصحفي الدوري للأمم المتحدة، في مدنية جنيف السويسرية، إن "نحو 30 ألف شخص ينزحون شمالا من المدينة كل يوم"، موضحاً أن "معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا إلى النزوح خمس أو ست مرات منذ بداية الحرب على قطاع غزة"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وأكد بتروبولوس أنه بدون إمدادات في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يفتقر عدد كبير من المرافق الصحية إلى الوقود اللازم لمواصلة العمل، مشددا على أن الوضع بلغ "مستويات طوارئ غير مسبوقة".
وتشمل المرافق الصحية: 5 مستشفيات قائمة، و5 ميدانية، و17 مركزا للرعاية الصحية الأولية تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" مع شركاء آخرين، و10 عيادات متنقلة تقدم خدمات التطعيم وعلاج الصدمات النفسية وسوء التغذية، و23 منشأة طبية في بلدة المواصي الواقعة شمال رفح.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فقد توقف ضخ المياه في رفح، وتجري صيانة المرافق بما يكفي للحيلولة دون فقدانها بشكل دائم.
وقال "لقد توقف إنتاج المياه الرئيسي في محافظات شمال غزة ومدينة غزة، ما ترك 450 ألف شخص مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على مياه الشرب، وأن مخزون الغذاء لدى برنامج الأغذية العالمي والأونروا سينفد في الأيام المقبلة".
بدوره، شدد كبير منسقي الطوارئ في منظمة اليونيسف في قطاع غزة هاميش يونغ على ضرورة "عدم غزو" رفح، ودعا إلى "التدفق الفوري للوقود والمساعدات إلى القطاع".
وقال متحدثا من رفح "لقد فر أكثر من 100 ألف شخص من رفح خلال الأيام الخمسة الماضية وما زال النزوح مستمرا والملاجئ تتزايد على الكثبان الرملية في المواصي، وأصبح من الصعب الآن التنقل بين كتلة الخيام والقماش المشمع".