اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الاصطفاء سنة من سنن الله في كونه ما حكم قراءة القرآن مصحوبا بموسيقى؟.. الإفتاء تجيب بعد إقامة الاحت.لال قواعد عسكرية في غ.زة.. مرصد الأزهر: أهدافه ”الغير معلنة” كشّرت عن أنيابها التنظيم والإدارة يعلن عن وظائف خالية بالأوقاف المصرية.. (الشروط ورابط التقديم) وزير الأوقاف المصري يوجه رسالة مهمة للمتقدمين لوظائف الأئمة الأحد المقبل.. انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر الاثنين المقبل.. «الأوقاف المصرية» تعقد 100 ندوة علمية حول «جريمة الفتوى بغير علم» غدا.. الأوقاف المصرية تطلق برنامج ”لقاء الجمعة للأطفال” بالمساجد الكبرى مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: الشريعة الإسلامية أرست حقوق كبار السن

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر

ناقش ملتقى المرأة الجامع الأزهر الشريف اليوم، خلال اللقاء الأسبوعي من برامجه الموجهة للمرأة، حقوق كبار السن، والذي يأتي تحت عنوان "نحو مجتمعٍ راقٍ في ضوء الشريعة والقانون"، وجاءت ندوة بعنوان" حقوق كبار السن"، وحاضر فيها كل من: د .فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، ود. تهاني أبو طالب، أستاذ القانون المدني بجامعة الأزهر، ويدير الحوار د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

الجامع الأزهر.. وأكدت د. فتحية الحنفي، إن كبار السن وخاصة الوالدين وبعد بلوغهما أرذل العمر يستحقان نوعا خاصا من المعاملة التي تتسم باللين وخفض الجناح وجميل الإكرام، وطيب الكلام ، والتودد اليهم، قال تعالي: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا }، وقال جل شانه " {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا }.

الجامع الأزهر.. وأشارت إلى أن بين النبي ﷺ الحقوق الخاصة لكبار السن ومنها؛ حسن معاملاتهم والسعي في إزالة كل ما يكدر حياتهم من الهموم والأحزان، وهذا من أعظم أسباب التيسير والبركة قال ﷺ" إنما تنصرون بضعفائكم"، والاحترام والتوقير لهم.

واستشهدت بقول النبي ﷺ " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا"، والبر والإحسان اليهم حال الكبر وذلك بتأدية واجباتهم ومعرفة مكانتهم وقدرهم .

الجامع الأزهر.. ولفتت إلى أنه من حقوق الوالدين تقديمهم في الكلام عند المجالس وكذا في الدخول والخروج، ورعايتهم والحفاظ علي حالتهم الصحية والنفسية، والدعاء لهما حال حياتهما وبعد مماتهما قال تعالى ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾

الجامع الأزهر.. وفي نفس السياق، أوضحت د. تهاني أبو طالب، أنه في ظل هذا التطور الذي تشهده البلاد في كل المجالات لم يكن من الممكن ألا تمتد مظلة الاهتمام والرعاية إلى كبار السن، تلك الفئة التي تشمل آباء لنا وأمهات، فنعترف لهم بالفضل ونحرص كل الحرص على رد الجميل لهم، فالاعتراف للمسن بحقوقه ووجوب رعايته إنما يتماشى كسائر القوانيين في مصر مع أحكام الشريعة الإسلامية وما دعت إليه من توقير الكبير والإحسان إليه والاعتراف بفضله.

الجامع الأزهر.. وتابعت، صدر في مصر مؤخرا قانونا لرعاية المسنين (القانون رقم 19 لسنة 2024م)، فحدد المقصود بالمسن، والمسن الأَولى بالرعاية؛ وهم أولئك الأشخاص الذين لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم الأساسية بأنفسهم، وأكد القانون على تسهيل ممارسة المسن لحقوقه المختلفة السياسية والاجتماعية وتمكينه من الترفيه وتيسير وسائل انتقال آمنه لهم، وتمكينهم من المشاركة في الحياة السياسية والأنشطة الرياضية والاجتماعية بالإضافة إلى الرعاية الصحية.

الجامع الأزهر.. وأشارت د.تهاني أبو طالب، إلى أن من أهم ما نص عليه القانون الجديد هو عدد من الإعفاءات إكراما لكبار السن، وعدد من الجزاءات على من أهمل في رعاية مسن التزم برعايته ومن يعرض المسن للخطر، ويجب علينا جميعا مراعاة حقوق المسن داخل بيوتنا وخارجها، فهو في حاجة إلى التواصل مع العالم الخارجي وفي حاجة للمساعدة المادية والمعنوية حيث يدعو إلى هذه الواجبات الدين والأخلاق ويضع القانون الخطوات التنفيذية لها .

الجامع الأزهر.. وفي سياق متصل، أكدت د. حياة العيسوي، أن الإنسان في بداية عمره وعنفوان شبابه يكون قوي العضلات، بهي المنظر، ثم يشرع في الكهولة، فتضعف قواه، ويتغير طبعه، ثم يكبر شيئًا فشيئًا حتى يصير شيخًا كبير السن، ضعيف القوى، قليل الحركة، يعجِزُ عن المشي والحركة السريعة، فيتقدم إلى الأمام بطيئًا، ويتوكأ على العصيِّ، وقد صور الله عز وجل هذه الأحوال في القرآن الكريم: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ﴾.

الجامع الأزهر.. وتابعت أن الإنسانَ يمر بثلاث مراحل رئيسية: ضعف، ثم قوة، ثم ضعف وشيخوخة، وقال تعالى في موضع آخر: ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾ ، وأرذَلُ العُمر هو آخره الذي تضعف فيه القوى ، وتفسد فيه الحواس ، ويختل فيه النطق والفكر، ويحصل فيه قلة العلم وسوء الحفظ، والخَرَف، فعلينا أن نراعي صحة كبير السن، ووضعه البدني والنفسي، بسبب الكبر والتجاوز في العمر، فإن هذه المرحلة مِن الحياة مستوجبة للعناية والاهتمام الكبير من الأقارب، فإن الضعف يجري في الإنسان كجريان الدم، فيضعف بدنه، وصحته، وحواسه، فما يصدر منه من خطأ فبمقتضى هذه السن المتقدمة، بل إن تصرفاته في هذه السن المتقدمة لكثرة وهنه وضعفه، بل ضعف قواه أشبه ما يكون بتصرفات الصغير، فعلينا أن نراعي حقوقهم، ولا نتركهم ولا نطرحهم في دور المسنين من غير رقيب ولا رفيق، بل يتعين علينا رعاية حقهم مقابلة الإحسان عندما كنا صغيرين ضعفاء، فحملوا أعباءنا، وتحملوا مشاقنا، واهتموا برعايتنا كل الاهتمام حتى كبِرْنا وصرنا شبانًا أقوياء .

الجامع الأزهر.. وأكدت أنه لابد أن ندرك أن الأكابر خيرًا لنا وبركةً لنا في حياتنا، وازديادًا في أرزاقنا وفي أعمارنا، وأن الإساءة إليهم وسوء معاملتهم قد نجازى به في أواخر أعمارنا، فلا بد لنا أن نحترم الأكابر ونجلهم ونكرمهم، ونحسن الخطاب معهم، ونخاطبهم بما يظهر به احترام .