اذا لم تستطيع الصيام.. أعمال مستحب القيام بها في ذي الحجة
في أيامنا هذه، وسط ارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات النهار، قد يجد البعض صعوبة في القيام بصيام كامل عشر ذي الحجة، لا يزال لهذا الشهر المبارك فضل عظيم وأعمال مستحبة أخرى يمكن للمسلم أن يؤديها بغية الحصول على الأجر الكبير.
في السطور التالية سنعرض فضل صيام عشر ذي الحجة وأفضل الأعمال المستحبة فيه غير الصوم، والتي تحمل في طياتها الكثير من البركة والتكفير للذنوب.
وفقًا للشيخ عصام شاكر، عضو لجنة الفتوى بالمركز العالمي للأزهر للفتوى الالكترونية، فإن فضل شهر ذي الحجة على باقي الشهور عظيم، والصيام فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ذلك لما يشتمل عليه الشهر من عبادات لا تتكرر في غيره، وأيام فاضلة صيامها يكفر عامين من ذنوب الإنسان.
وقد استدل الشيخ شاكر بما ورد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قالت إحداهن: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ". كما أشار إلى قول النبي ﷺ عن صيام يوم عرفة: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر في التقويم الهجري وآخر شهور العام الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم التي نهى الله عن الظلم فيها تشريفًا لها، والشهر الذي تؤدى فيه فريضة الحج.
على الرغم من أن صيام عشر ذي الحجة هو من أفضل الأعمال في هذا الشهر المبارك، إلا أنه توجد أعمال أخرى مستحبة يمكن للمسلم أن يؤديها للحصول على الأجر الكبير. من هذه الأعمال:
- الصلاة: فالأيام العشرة الأولى من ذي الحجة هي أفضل أيام السنة، لاجتماع أمهات العبادات فيها، ومنها الصلاة.
- الصدقة: حيث تعد الصدقة في هذه الأيام من أفضل الأعمال وأكثرها ثوابًا.
- الحج: فذي الحجة هو الشهر الذي تؤدى فيه فريضة الحج.
- الذكر والاستغفار: فكثرة الذكر والاستغفار في هذه الأيام تحمل في طياتها البركة والتكفير للذنوب.
واستدل شاكر بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ".
وذكر عضو لجنة الفتوى أن العشر من ذي الحجة هي الأيام المعلومات المقصودة في سورة الحج في الآية الكريمة: "لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ…"؛ فهي أيام شهر ذي الحجة
وعن أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة، قال الشيخ عصام شاكر، أن الجزاء في أيام ذي الحجة لا يتوقف على الصوم فقط بل هناك ما أخبر عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل العمل الصالح فيها، فقال: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه" -يعني عشر ذي الحجة- قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: "ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ".
وأوضح أن اغتنام هذه الأيام بشغل أوقاتها بالطاعات والعبادات، مثل:
• كثرة الذكر: قال سيدنا رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه سبحانه: "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"، متفق عليه.
• التوبة والاستغفار: قال سيدنا رسول الله ﷺ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ"، متفق عليه.
• السعي إلى صلاة الفريضة في المسجد، إذ قال سيدنا رسول الله ﷺ: "مَن غَدَا إلى المَسجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ"، متفق عليه.
• تلاوة القرآن: قال سيدنا رسول الله ﷺ: "مَنْ قرأَ حَرفًا مِن كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ؛ ولَكِن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف"، أخرجه الترمذي.
• الدعاء: قال سيدنا رسول الله ﷺ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا" قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: "اللَّهُ أَكْثَرُ"، أخرجه أحمد