عالم أزهري يقصف جبهة المشككين: التشكيك في سيرة ابن هشام ”تقصير علمي”.. وتوجد ١٥٠ نسخة للمخطوطة الأصلية
نشرت الصفحة الرسمية لوحدة بيان التابعة للأزهر الشريف على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فيديو للدكتور أيمن الحجار، الباحث بالأزهر الشريف، للرد عن التشكيك في سيرة ابن هشام والمخطوطة الأصلية لسيرة ابن هشام، وما هو الدليل على صحة مخطوطة السيرة النبوية لابن هشام.
وقال الدكتور أيمن الحجار، الباحث بالأزهر الشريف، إن التشكيك في مخطوطة السيرة النبوية لابن هشام هدفه التشكيك في السيرة النبوية.
وأكد الباحث بالأزهر الشريف، أن عدد النسخ لمخطوطة ابن هشام في السيرة النبوية في العالم أكثر من 150 نسخة ، وأكثرها وجودة في مكتبات العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أنه يوجد نسخ كثيرة في مصر، وتحتوى المكتبة الأزهرية على ثمان نسخ منهما نسختين كاملتين، بخلاف النسخ الموجودة في دار الكتب المصرية.
وأشار إلى أنه يوجد العديد من النسخ في الدول الإسلامية والعربية مثل دمشق واليمن وغيرها من البلدان التي تمتلك نسخ خطية كثيرة.
ووصف الدكتور أيمن الحجار، من ينكر النسخة الخطية لابن هشام بأنه مقصر في التعامل مع أبجديات البحث العلمي.
وطرح الباحث بالأزهر الشريف، سؤالا افتراضيا بأن نسخة كتاب السيرة لابن هشام غير موجودة، أو أنه لم يؤلف في السيرة النبوية في الأصل، فما هي المشكلة التي يمكن أن تحدث في مرويات السيرة النبوية.
وأجاب الدكتور أيمن الحجار على السؤال قائلًا:" أن المفاجأة أن سيرة ابن هشام مجرد اختصار لسيرة ابن إسحاق، فابن هشام ليس الوحيد الذي اختصر سيرة ابن إسحاق فقد اختصرها الإمام أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد القيسي، وغيره من العلماء، فإذا إن لم يكن لدينا كتاب سيرة ابن هشام المتوفي سنة 218 هجريا سبقه الكثير من العلماء الذين سجلوا أحداث السيرة ومنهم الإمام موسى بن عقبة وهو مطبوع بين أيدينا، وكذلك كتاب السيرة النبوية لسليمان بن طرخان والذي توفي سنة 143 هجريا وكذلك كتاب السيرة النبوية لابن إسحاق الذي اختصره ابن هشام".
وأكد الباحث بالأزهر الشريف، أنه عند التأمل في تاريخ تدوين السيرة بصورة مستقلة والكتب التي ألفت في السيرة النبوية خصيصا نجد قبل كتاب السيرة النبوية لابن هشام من الكتب النبوية النفيسة والقريبة العهد بعهد النبوة وهو كتاب التابعي الجليل عروة بن الزبير الذي توفي سنة 94 هجريًا، واحتفظ بنصوص كثيرة من الإمام الطبراني في المعجم الكبير في أكثر من 900 رواية.
وأضاف الدكتور أيمن الحجار، أنه كان يوجد أيضًا سيرة أبان بن عثمان المتوفي سنة 96 هجريًا وقيل 105 هجريا، وبالتالي فالقرن الأول لم يكد ينتهي إلا والسيرة كانت لها مدوناتها ومكتوباتها الخاصة والمستقلة.
وأكد الباحث بالأزهر الشريف، أن السيرة النبوية موجودة في كتب الحديث الشريف بأسانيدها الكاملة والصحيحة، فكل كتب الأحاديث تحتوي على السيرة النبوية ومنها كتاب الإمام البخاري وهو كتاب الجامع المسند الصحيح المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، وكذلك كتب الشمائل المحمدية مثل كتاب الإمام الترمذي، وكتاب الإمام القفال في الشمائل وكتاب الشفا للقاضي عياض، والخصائص النبوية للسيوطي التي احتفظت بمرويات السيرة وكلها مدونة قبل ابن إسحاق وابن هشام.
وأشار الدكتور أيمن الحجار إلى أن السنة النبوية تم تدوينها في عهد الصحابة وذلك في كتاب تقييد العلم للإمام الخطيب البغدادي الذي ذكره بإسناده لأبي رافع وهو خادم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول ابن عباس متسائلا " ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كذا وكان لسيدنا ابن عباس ألواح كان يكتب عليها".
وأكد الباحث بالأزهر الشريف، أن الصحابة اهتموا بتسجيل السيرة النبوية وحفظوها وتعلموها وعلموها لأبنائهم، وجاء اهتمامهم البالغ بالسيرة النبوية لأنها شرف آبائهم فلا يجب أن يضيعوها