قلق أمريكي من ”سلاح القرون الوسطى” الذي استخدمته إسرائيل ضد حزب الله
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم السبت، بأن المخاوف الأمريكية تزايدت بشكل كبير في الفترة الأخيرة بعد إضافة الجيش الإسرائيلي سلاحا من العصور الوسطى لقتال جماعة حزب الله اللبنانية، مما يثير التوترات على الحدود ويهدد بجر الطرفين إلى حرب أوسع نطاقا.
وذكرت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن التوترات لا تزال على الحدود الإسرائيلية اللبنانية مرتفعة، حيث أطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على شمال إسرائيل في الأيام الثلاثة الماضية، في حين استخدم الجيش الإسرائيلي سلاحا من العصور الوسطى لإطلاق كرات نارية على جنوب لبنان لتطهير المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن اللقطات التي تم التحقق منها، تُظهر القوات الإسرائيلية وهي تستخدم "المنجنيق"، وهو سلاح من العصور الوسطى، لإلقاء مقذوفات مشتعلة على جدار خرساني كبير حيث قالت القوات الإسرائيلية إن الغرض منه هو حرق النباتات لزيادة رؤيتها للمنطقة ومنع مقاتلي حزب الله من استخدام الأغصان كغطاء.
وأكد متحدث عسكري إسرائيلي أن القوات استخدمت المنجنيق في حدث منعزل وعلى هدف محدد، وذلك بعد أن تم تداول مقطع فيديو للجهاز على نطاق واسع عبر الإنترنت هذا الأسبوع حيث سخر الكثيرون في إسرائيل من الدولة ذات التقنية العالية لعودتها إلى تكتيكات العصور الوسطى.
وأشارت الصحيفة إلى أن وابل المقذوفات التي تم إطلاقها من جانبي الحدود تسبب في انتشار الحرائق في الأدغال الجافة وأثار مخاوف بشأن المزيد من التصعيد حيث قام الجنرال جوزيف عون، قائد القوات المسلحة اللبنانية، يوم الثلاثاء الماضي، بأول زيارة له إلى البنتاجون منذ أكثر من عامين، لمناقشة التوترات المتصاعدة مع إسرائيل.
وفي اليوم نفسه، تحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، هاتفيًا مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، وناقشا الجهود المبذولة لتهدئة التوترات، وفقًا للبنتاجون.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان - للصحفيين على متن طائرة الرئاسة يوم /الأربعاء/ الماضي -: "لا نزال نشعر بالقلق بشأن تبادل إطلاق النار عبر الحدود".
ولفتت الصحيفة إلى أنه تم إجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين واللبنانيين من البلدات والقرى الواقعة على طول الحدود حيث يقول محللون إن الحرائق تهدد بعرقلة عودة النازحين وتهدد السكان الذين يعتمدون على الزراعة.
كما يحقق المسؤولون الأمريكيون في احتمال استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض، وهو مركب شديد الاشتعال محظور في ظروف معينة، خلال الهجمات الإسرائيلية على لبنان في منتصف أكتوبر، وفقًا لمسؤول أمريكي.
وقال دبلوماسي لبناني كبير إن بلاده قدمت أكثر من 20 شكوى إلى الأمم المتحدة منذ أكتوبر الماضي بشأن النشاط العسكري الإسرائيلي في لبنان، بما في ذلك استخدامه المزعوم للفسفور الأبيض.
تأتي التصعيدات الأخيرة في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا داخلية من سكانها النازحين من الشمال لضمان أن الوضع آمن بما يكفي لتمكينهم من العودة إلى منازلهم فيما يقول محللون إن حزب الله يهدف إلى ردع إسرائيل عن العمل دون عقاب على الأراضي اللبنانية، بينما يمارس أيضًا ضغوطًا سياسية على إسرائيل وسط مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس، حليفة حزب الله.
وقال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، إن الجماعة لن توقف عملياتها على طول الحدود حتى توقف إسرائيل إطلاق النار في غزة.