”بوليتيكو”: بايدن متشكك في إمكانية التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس
كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية بعض التفاصيل عن الآراء الأمريكية عن الاتفاق بين إسرائيل وحماس للوصول إلى هدنة إنسانية أو إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أصبحت متشككة بشكل متزايد في إمكانية توصل إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في الوقت الحالي، مشيرين إلى أن الإدارة لم تعد ترى طريقاً واضحاً لإنهاء الحرب في غزة.
ورغم موافقة إسرائيل و"حماس" بشكل عام على الشروط المنصوص عليها في المرحلة الأولى، إلا أن هناك خلافات بينهما حول كيفية إنهاء الحرب رسمياً.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن هذه الخلافات قد تهدد بإفشال الاتفاق بأكمله، حسب اثنين من المسؤولين الذين تحدثوا إلى "بوليتيكو" بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
وقال أحد المسؤولين إن المرحلة الثانية تمثل "العقبة الرئيسية"، مضيفاً: "لو كان بالإمكان تنفيذ المرحلة الأولى بشكل منفصل، لكنا قد فعلنا ذلك الآن".
وفقاً لمقترح بايدن، فإن المرحلة الأولى ستستمر ستة أسابيع وتتضمن "وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية"، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
ولا يظهر أي من الجانبين استعداداً للتنازل، مما يثير قلق المسؤولين الأمريكيين من احتمال استمرار الحرب لفترة طويلة قد تمتد لشهور إضافية. وأعرب أحد المسؤولين عن اعتقاده بأن الوضع قد يستمر على هذا النحو حتى نهاية العام الجاري على الأقل.
وفي سياق متصل تتفاقم الأوضاع الإنسانية وتزداد معاناة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة يوما بعد يوم، نتيجة استمرار قوات الاحتلال باغلاق المعابر ووقف تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، وحرمان آلاف المرضى والمصابين من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
وتواصل قوات الاحتلال، إغلاق معبر رفح الحدودي، بعد أن احتلت الجانب الفلسطيني منه في السابع من مايو الماضي، في اليوم التالي من بدء اجتياحها البري لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ومنذ ذلك الوقت، منع الاحتلال دخول المساعدات والإمدادات المنقذة للحياة إلى القطاع المحاصر، كما لم يتمكن أي مريض أو جريح من المغادرة لتلقي العلاج.
ويهدد استمرار اغلاق المعابر، بعودة المجاعة إلى مدينة غزة وشمال القطاع وانتشارها في الجنوب والوسط، بعد أن استنزف المواطنون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات.
وكانت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، قد أعلنت وفاة طفل نتيجة سوء التغذية والجفاف، ونقص الإمدادات الطبية، ما يرفع عدد ضحايا سوء التغذية في القطاع منذ بدء العدوان إلى 40.
نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كارل سكاو، قال إن إمدادات الغذاء لجنوب قطاع غزة معرضة للخطر، وإن النازحين هناك يواجهون أزمة صحية عامة.
وأضاف "كنا قد زودنا حجم المخزونات قبل العملية في رفح حتى نتمكن من إطعام الناس، لكن المخزونات بدأت في النفاد، ولم تعد لدينا القدرة نفسها على الوصول للأفراد".
استمرار اغلاق المعابر يفاقم أيضا أوضاع مستشفيات القطاع المنهكة أصلا بفعل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بعد نحو تسعة أشهر متواصلة من العدوان.