الحر بصمة لتغير المناخ.. موجة حرارة قياسية تهدد حياة 100 مليون شخص حول العالم
تهدد حالة الطقس حياة أكثر من 100 مليون شخص حول العالم، وذلك بعد أن سجلت الكثير من الدول هذا الأسبوع موجة حرارة قياسية.
وكانت أخر تلك الأحداث المرتبطة بالطقس حين لقي المئات حتفهم خلال أداء فريضة الحج، إذ توفي ما لا يقل عن 100 شخص في الأشهر الثلاثة الماضية بفعل الإجهاد الحراري.
وقال الخبراء إن موجات الحر تعد "بصمة تغير المناخ"، وهي لمحة عما سيأتي مع استمرار ظواهره.
وأوضح أحد علماء المناخ لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه "يجب أن يكون من الواضح أن تغير المناخ الخطير قد بدأ بالفعل.. سيموت الناس بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري".
وأشارت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إلى هذا الارتفاع في درجات الحرارة لا يتناسب مع كون العالم لا يزال في وقت مبكر من فصل الصيف، لافتة إلى آراء العلماء بأن التغير المناخي سيجعل الحرارة أكثر خطورة بشكل عام.
ويرى أحد علماء المناخ أن الحرارة المبكرة عن المعتاد يمكن أن تفاجئ الناس، لأن أجسامهم ليس لديها الوقت الكافي للتأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة.
ويعني تغير المناخ أيضًا أن موجات الحر تأتي مبكرًا كل عام، ما يعرض المزيد من الناس للخطر.
ونظرًا لأن الطقس المتطرف أصبح أكثر شيوعًا، يقول الخبراء إنه من الضروري أن تقوم المدن بتحديث بنيتها التحتية للتعامل مع الحرارة.
وقال مدير المرونة المناخية والاستدامة في مركز حلول المناخ والطاقة - منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة -: "كلما طال الوقت الذي استغرقناه للحاق بالركب، كلما زادت عدد الأرواح التي قد تموت".
وأظهرت الأبحاث، أن الكثير من الناس ما زالوا متشككين في تأثير أزمة المناخ على حياتهم، وبين عامي 2000 و2019، تسببت الحرارة الشديدة في مقتل ما يقدر بنحو 489 ألف شخص سنويًا، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وخلال العام الماضي، قال 14% من الأمريكيين إنه لا يوجد دليل ملموس على تغير المناخ.
قد تكون آثار تغير المناخ لا رجعة فيها، لكن العلماء يقولون إن البشر يمكن أن يقللوا من ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل عن طريق وقف انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأجزم تقرير للأمم المتحدة صدر عام 2023 بأن الدول ستحتاج إلى التوقف فورًا عن استخدام الوقود الأحفوري، لمنع ارتفاع درجة الحرارة بشكل خطير في العقد المقبل.
وقال الخبراء لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن الكثير من الناس لا يدركون مدى السرعة التي يمكن أن تصبح بها الحرارة الشديدة مميتة، خاصة عندما تكون الظروف رطبة.
وتقتل الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة كل عام عددًا أكبر من بعض الظواهر الجوية الأخرى، مثل الأعاصير والفيضانات.
وفي هذا الصدد، قال الصحفي المناخي جيف جودل، إن الناس لا يفهمون أن الحرارة "يمكن أن تقتلهم"، والأشخاص الذين لديهم وضع اجتماعي واقتصادي منخفض أو حالات طبية معينة هم الأكثر عرضة للخطر.
في حين أوضح أحد علماء البيئة: "الأفراد الأكثر عرضة للخطر - الأشخاص الأقل احتمالًا أن يكون لديهم مكيفات هواء - هم أيضًا الأشخاص الأقل احتمالًا أن يكون لديهم حديقة قريبة للتهدئة".