صدمات سياسية.. مستقبل الجزائر في ظل صعود اليمين المتطرف في فرنسا
تُلقي الانتخابات التشريعية الفرنسية بظلالها على الساحة السياسية الجزائرية، وسط حالة من الترقب والمخاوف من تأثير محتمل لصعود اليمين المتطرف إلى السلطة على جملة من الملفات.
وتُثار المخاوف في الجزائر من هذه الفرضية بعد تحقيق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرّف نتائج وُصفت بالباهرة، في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية، وسط حديث عن تغييرات محتملة في مستقبل العلاقات بين البلدين.
وتأتي التطورات السياسية التي تشهدها فرنسا بالتزامن مع استعدادات الجزائر لإجراء الانتخابات الرئاسية في 7 سبتمبر المقبل، والزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لباريس، بعد تأجيلات متكررة.
وبحسب متابعين، فإنّ اتفاقية الهجرة الموقعة بين البلدين في 27 ديسمبر 1968، تُعتبر أول الملفات التي تخشى الجزائر المساس بها من حزب جوردان بارديلا الذي وعد بـ "مراجعتها".
وسيكون مستقبل ملف الذاكرة الاستعمارية، الذي تتولاه لجنة مشتركة من كبار المؤرخين، من بين الملفات المطروحة للتساؤلات على ضوء هذه التطورات.
ويعتبر محللون أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا ستعرف "فترة صعبة" إذا حصل أقصى اليمين الفرنسي على أغلبية المقاعد النيابية في هذه الانتخابات، مع احتمالات تغيير الملامح الكبرى للسياسة الفرنسية الخارجية.
لكن البعض يقلل من خطورة هذه الفرضية، ويعتبر أن المصالح الفرنسية في الجزائر، الاقتصادية منها والسياسية والثقافية، "أكبر من أن تتأثر بأيديولوجيا الأحزاب الحاكمة"، وأنّ العلاقات الخارجية تبقى إلى حد كبير بيد رئيس الجمهورية، وإن كانت الحكومة مركبة من غير معسكره.
ويقول متابعون إنّ الصعود المتوقع لأقصى اليمين سيترك أثره على العلاقات الجزائرية الفرنسية، لا سيما أن لليمين المتطرف ملفات قديمة تتعلق بحرب التحرير الجزائرية، مشيرين إلى أنّ "الأب الروحي" لليمين المتطرف جان ماري لوبان كان ضابطا في الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر.
وقد يؤثر هذا المعطى على العلاقات الجزائرية الفرنسية، ويدفعها إلى شيء من الاضطراب والإرباك، وفق محللين.