”الأفغان الجدد”.. الكرملين يخشى من عنف القوات الروسية العائدة من الحرب
أعرب الكرملين عن قلقه إزاء زيادة الجرائم العنيفة التي يرتكبها الجنود الروس العائدون من الغزو الشامل لأوكرانيا الذي قاده فلاديمير بوتن ، حسب ما أفادت الأنباء.
ونقلت وكالة أنباء روسية مستقلة عن مصادر في الكرملين لم تسمها، أن سيرجي كيريينكو النائب الأول لرئيس أركان بوتين كان قلقا من أن الجنود "يتكيفون بشكل سيئ" عند العودة إلى الحياة المدنية، مما يشير إلى أن السلطات الروسية لا تفهم تماما المخاطر التي قد تواجهها البلاد بعد الحرب.
وفي اجتماع عقد هذا الشهر، قال كيريينكو لمحافظي المحافظين إن كثيرين منهم التحقوا بالجيش للخروج من السجن، وعند عودتهم إلى روسيا من الجبهة ارتكبوا جرائم مثل القتل والاغتصاب، بحسب ميدوزا.
وذكر كيريينكو أن قدامى المحاربين الروس من أوكرانيا يواجهون مصيرًا مختلفًا عن أولئك الذين عادوا من الحرب السوفيتية الأفغانية أو الحرب العالمية الثانية لأن المجتمع الروسي لم يشاهد الحرب في أوكرانيا إلا "على شاشة التلفزيون" وبدون الخبرة المباشرة للحرب، لم يكن مستعدًا "لفهم وقبول" قدامى المحاربين.
ويشير المسؤولون الروس إلى الجنود العائدين من أوكرانيا باعتبارهم "الأفغان الجدد"، لكن هناك مخاوف من أن يشعروا بخيبة الأمل من الحياة المدنية وأن يشكلوا جماعات إجرامية.
ويخشى الكرملين أن يصبح الجنود الروس العائدون "عامل الخطر السياسي والاجتماعي الأكبر" في البلاد خلال فترة رئاسة بوتن، حيث قد يتفاعل الجمهور مع المحاربين القدامى "بالخوف" وحتى "العدوان" تجاه جميع أفراد الجيش، كما قال ميدوزا.
وكما ذكرت مجلة نيوزويك في وقت سابق ، فقد جندت روسيا، على مدار الحرب، أكثر من 100 ألف سجين من المستعمرات الجزائية، وتم إلغاء أحكام السجناء مقابل خدمتهم في الخطوط الأمامية.
لكن عودة السجناء إلى الحياة المدنية في روسيا طرحت مشاكل أخرى. ففي أبريل، ذكرت صحيفة فيرستكا المستقلة أن المحاربين القدامى قتلوا ما لا يقل عن 107 أشخاص وأصابوا ما لا يقل عن 100 آخرين بجروح خطيرة.
قالت نائبة وزير الدفاع الروسي المعينة حديثا آنا تسيفيليفا ، وهي قريبة لبوتن، في يونيو إن واحدا من كل خمسة جنود عائدين من الحرب يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وأن هناك نقصا في علماء النفس للعمل معهم.
وفي تقريره عن مقال ميدوزا، قال معهد دراسة الحرب إن الكرملين "من المرجح أنه لم يول اهتماما كبيرا للعواقب الاجتماعية طويلة الأمد" للحرب قبل غزوه. وقال معهد دراسات الحرب يوم الجمعة "يبدو أن الكرملين يكافح بالفعل لقمع الصراعات العرقية والدينية المستمرة في روسيا"، وأن التمرد المسلح لمجموعة فاغنر في عام 2023 أظهر "كيف يمكن أن يتحول السخط المتزايد بين العسكريين الروس بسرعة إلى تهديد مباشر لاستقرار النظام".