الحرب في غزة.. تحذيرات من تصاعد بناء قدرات الجماعات الإرهابية
تثير الأوضاع الراهنة في غزة قلق أجهزة الأمن والمحللين في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتساءلون عن تأثير الصراع الدائر هناك على نشاط الجماعات الإرهابية مثل داعش وتنظيم القاعدة. يتنبأ تقرير حديث لصحيفة الجارديان البريطانية بأن الحرب في غزة قد تسهم في إعادة بناء قدرات هذه الجماعات، مما يتسبب في موجة جديدة من الهجمات الإرهابية في السنوات المقبلة.
تشير التقارير إلى أن هناك تزايداً في التطرف المسلح في عدة مناطق، ورغم تعدد العوامل المساهمة في هذا الظاهرة، يُرجح أن يكون الصراع الحالي في غزة واحداً من العوامل المساهمة الرئيسية. الحرب الإسرائيلية والأزمة الاقتصادية والصراع المستمر هناك، كلها تلعب دوراً هاماً في تعقيد المشهد الأمني والسياسي.
وفقاً لتقديرات الخبراء، يعتبر الصراع في غزة مثيراً للقلق بشكل خاص بالنسبة لتطوير الجيل القادم من الجهاديين.
ترى الخبيرة تريشيا بيكون أن الصراع قد يؤدي إلى زيادة في الإرهاب والتطرف على المدى البعيد، حيث يمكن أن يستفيد منظمات مثل داعش من الاستقطاب الذي يولده هذا الصراع.
لا يقتصر تأثير الصراع في غزة على الميدان العسكري فقط، بل يمتد إلى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. تثبت التقارير أن الصور المؤثرة للمعاناة في غزة تعزز من الردة العاطفية وتشجع على التطرف في المنطقة بأسرها.
تحذر التقارير الدولية، بما في ذلك تلك التي أصدرتها الأمم المتحدة، من أن الجماعات المتطرفة تستغل بشكل متزايد الصراع في غزة لجذب مزيد من المجندين والمؤيدين، مما يضعف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
يُظهر تقرير الأمم المتحدة وتحليلات الخبراء الإقليميين أن الحرب الحالية في غزة ليست مجرد نزاع محلي، بل أصبحت عاملاً دافعاً للعنف المتطرف والإرهاب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ينبغي على المجتمع الدولي أن يتعاون بشكل أكبر لمعالجة جذور هذه الظاهرة ولتقديم حلول دائمة للصراعات المستعصية في المنطقة.
ونشرت الأمم المتحدة سلسلة من التقارير التي تلفت الانتباه إلى الجهود التي تبذلها الجماعات المتطرفة الكبرى لاستغلال الحرب في غزة لجذب المجندين الجدد وتعبئة المؤيدين الحاليين،
وأكد المسؤولون الإقليميون على تأثير أشهر من التعرض، على مدار 24 ساعة في اليوم، لصور المعاناة في غزة على شاشات التلفزيون والإنترنت، ووصفوا الصراع بأنه "عامل دفع" يشجع العنف المتطرف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
ووصف تقرير الأمم المتحدة كيف ركزت "الاتصالات العامة التي أجراها داعش منذ السابع من أكتوبر على الاستفادة من الوضع في غزة لتعبئة الجهات الفاعلة المنفردة المحتملة لارتكاب الهجمات".