جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف صرافي غزة لهذا السبب
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ولكن الأمر بدأ يأخذ منحى مختلف بعدما استهدف جيش الاحتلال الاسرائيلي صرافي قطاع غزة الذين تتهمهم تل أبيب بتمويل حزب الله المتمركز في جنوب لبنان.
وتدور اشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله منذ الثامن من أكتوبر الماضي، تسببت في مقتل وإصابة المئات من الجانبين ناهيك عن تخجير سكان الجنوب اللبناني هربا من القصف الإسرائيلي الذي يستهدف تصفية قيادات حزب الله وحماس على السواء.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في استهداف صرافي غزة وأصحاب مكاتب الصرافة ورجال أعمال في القطاع غزة وخارجه، لاتهامهم بتمويل حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكذلك حزب الله اللبناني.
ووفقا للتقرير الذي نشرته فضائية العربية فإنه في صباح يوم الخميس 18 يوليو 2024، قتل الصراف تحسين عماد النديم، أثناء قيادته سيارته في منطقة دير البلح، وسط قطاع غزة، بواسطة غارة للطيران الإسرائيلي.
وأوضحت فضائية العربية نقلا عن مصادر لم تسمها، أنه قتل مع النديم، صرافان آخران، يعملان معه في محل صرافة يحمل اسم “القاهرة للصرافة” التابع لعائلة الدن التي لديها عدة فروع في غزة وخارجها.
وبحسب مصادر العربية فإن الاستهداف، يأتي بسب تورط هؤلاء الصرافون في تحويل أموال إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتم تصنيف مكتب صرافة الدن، كمنظمة إرهابية من قبل دول غربية، لتورطه في تحويل أموال ضخمة إلى حركات مسلحة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هؤلاء الصرافون الذين تم استهدافهم في القطاع أو خارجه، إذ نفذت إسرائيل عمليات مماثلة ضد صرافين آخرين في لبنان وسوريا أيضا.
وبينت المصادر أنه في الأشهر الأخيرة، تم استهداف صرافي عملات وعاملين مالين آخرين في قطاع غزة، ضمن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وبحسب العربية، فقد جرت العديد من عمليات الاغتيال للصرافين ورجال أعمال ينشطون في تمويل حركة حماس في القطاع أو تديرها حركة حماس التي تتولى السلطة في غزة.
واستهدفت إسرائيل خمسة صرافات تابعة لحركة حماس في القطاع، بزعم تمويلها لكتائب القسام، كما ضربت اثنين آخرين تملكها شخصيات قريبة من حركة حماس.
ومن بين الشخصيات البارزة في المجال الذين تم استهدافها، يبرز صبحي فراونة وشقيقه وشخصين آخين، كانوا يديرون مكتب صرافة يحمل اسم “الماسات”، ويزعم أن هذا المكتب حول عشرات الملايين من الدولارات إلى الجناح العسكري لحركة حماس. وقتل فراونة في وسط رفح بواسطة غرة إسرائيلية.
كما استهدف طيران الاحتلال، ناشط مالي آخر، تم قتله وهو محمد جودة، وهو ناشط عسكري متورط بشكل مباشر في تهيب المعدات القتالية ومعدات إطلاق الصواريخ التي تستخدمها حماس في قصف الداخل الإسرائيلي. وقالت المصادر للعربية أن جودة لعب دورًا مركزيًا في تحويل مبالغ كبيرة من مختلف الصرافين في القطاع، وجمع الأموال وتوزيعها على المقاتلين.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، قتل رجل الأعمال ناصر يعقوب جابر ناصر، الذي كان يدير مكتب “ابن خلدون للصرافة” في رفح الفلسطينية، زاعما أنه كان ممول لحركة حماس وحول لها ألاف الدولارات، كما ساعد مكتب صرافة آخر في تحويل هذه الأموال.
وتعد مكاتب الصرافة، هي شركات للمبادلات المالية بشكل غير قانوني، وتنتشر في جميع أنحاء القطاع، لتسهيل تحويل الأموال بين المواطنين في قطاع غزة، ولتوفير عملة الشيكل التي تستخدم في عمليات الشراء، غير إن إسرائيل تتهم هذه المراكز بأنها أداة لتمويل حركة حماس في الحرب، وقامت باستهدافها، سواء عبر المداهمات أو الضربات الجوية.
وبحسب المصادر التي تحدثت للعربية، فإن الحملة ضد الصرافين لم تقتصر على غزة، إذ عثر على الصراف محمد إبراهيم سرور، المتهم بتحويل أموال لإيران وحماس، مقتولاً بالرصاص في بيت ماري شمال لبنان مطلع أبريل الماضي.
ولقى سرور الذي كان يبلغ من العمر 57 عاما، حتفه في منطقة بيت ماري في المتن شمالا، وعثر على جثته بعد انقطاع الاتصال، بعدما أجرى عملية سحب مالي داخل محل صرافة.
وبعد تتبع هاتفه تبين أن الجهاز موجود في بيت ماري. وأظهرت كاميرات المراقبة أنه دخل إلى إحدى الفلل في المنطقة لكنه لم يخرج.
وتسبب مقتل هذا الصراف في جدل واسع في لبنان، خاصة لأنه كان قريبا من حزب الله وأجرى عمليات تحويل أموال للحزب لمرات عديدة، كما كان على لائحة المستهدفين التي وضعها جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد، وفق وسائل إعلامية لبنانية.
وقالت السلطات اللبنانية في مؤتمر صحفي، إن سرور قتل بسبع رصاصات أطلقت عليه من مسدسين تم العثور عليهما في الفيلا. كما تم العثور على أموال إلى جانب جثته، لتؤكد أن الحادث لم يكن سرقة وإنما استهداف من الموساد.
واختتمت العربية بالقول إن إسرائيل باتت تركز في حربها على ضرب منابع المال والصرافين ورجال الأعمال وكذلك الجمعيات، القريبين من حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي، لأنها ترى أنهم المورد الرئيسي بالأموال لهذه الحركات، والذي يشكل مساعدة أساسية لهم في الحصول على السلاح.