اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

جسر إلكتروني إلى غزة.. ستارلينك يُضيء أمل المرضى

في أوقات الأزمات، تبرز الحلول الإبداعية لتخفيف المعاناة البشرية، هكذا كان الحال عندما قدم الملياردير الأمريكي ايلون ماسك، مؤسس شركة سبيس إكس، خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" إلى مستشفى في قطاع غزة، متجاوزًا الحدود والصراعات السياسية لإنقاذ أرواح المرضى.

وقد لعب وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، دورًا محوريًا في هذه المبادرة، حيث رحب بدعم ماسك للمستشفى الميداني الإماراتي في غزة، مشيرًا إلى الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الطبية وندرة الإمدادات الطبية.

جاءت هذه الخطوة بعد أكثر من خمسة أشهر من موافقة الحكومة الإسرائيلية على استخدام ستارلينك في المستشفى الواقع بمدينة رفح الفلسطينية في جنوب غزة، وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشر هاشتاج #StarlinkforGaza بسرعة فائقة بعد انقطاع الاتصالات في القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي.

ويأتي هذا الجهد الإنساني في ظل الأزمات المتواصلة التي يعاني منها قطاع غزة، حيث تعد خدمة ستارلينك بمثابة جسر إلكتروني يربط المرضى بالعالم الخارجي ويُنير أملهم في الحصول على الرعاية الطبية الضرورية.

حيث طالب المستخدمون بشدة من اماسك بتقديم دعم تقني لتوفير خدمة الإنترنت في قطاع غزة، وذلك في ضوء الظروف الصعبة التي يمر بها السكان هناك والحاجة الماسة للتواصل والوصول إلى المعلومات الضرورية.

تجربة مشابهة في أوكرانيا

وكانت هذه الحملة مشابهة لتجربة حدثت في أوكرانيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، حيث انقطعت خدمة الإنترنت والاتصالات عن الأوكرانيين، وفي ذلك الوقت، تدخل ايلون ماسك وأرسل نحو 20 ألف مجموعة من أطباق الاستقبال وأجهزة التوجيه إلى أوكرانيا، وتم استخدامها بشكل رئيسي من قبل القوات الأوكرانية، وقد أعلن ماسك أنه قد تكفل بتكلفة توفير هذه الخدمة بشكل شخصي بقيمة 80 مليون دولار.

ومع ذلك، يجدر بالذكر أن غزة تواجه وضعًا مختلفًا عن أوكرانيا، حيث يعتبر قطاع غزة محاصر، لذا، يأمل الأشخاص الذين فعلوا الهاشتاج وطالبوا ماسك عبر وسائل التواصل، أن يتم توفير خدمة الإنترنت لقطاع غزة مجانًا على غرار ما حدث في أوكرانيا.

وجاء رد ايلون ماسك سريعًا بعدما تصدر الهاشتاج محركات البحث عالميًا، وأعلن عن أن خدمة ستارلينك، التابعة لشركته "سبيس إكس"، ستكون داعمة لخطوط الاتصال في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بجهود المنظمات الإغاثية المعترف بها عالميًا، وقد نشر ماسك هذا الإعلان على منصة تويتر الخاصة به من دون تقديم تفاصيل إضافية.

ما العوائق أمام توفير خدمات «ستارلينك» في غزة؟

أما تشغيل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يتطلب بنية تحتية ضخمة في الفضاء، بالإضافة إلى معدات كبيرة ومتطورة على الأرض، وفي ظل الأوضاع الحالية في قطاع غزة، وتحديات حالة الحصار المفروضة عليه من قِبل العدوان الإسرائيلي، يصبح من الصعب قليلًا توفير هذه البنية التحتية والمعدات اللازمة لتشغيل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.

كما أن احتياج الهوائيات إلى وصول غير معوق إلى السماء يعزز من صعوبة تطبيق هذه التقنية في مناطق تتعرض للصراع والحروب كما في غزة، ومع ذلك، تمكنت تقنية ستارلينك التابعة لايلون ماسك، من التغلب على هذا العائق في أوكرانيا، مما يجعل من الممكن توفيرها في غزة إذا توفرت المعدات والتصاريح اللازمة.

وبالإضافة إلى ذلك، توفر تطبيقات ستارلينك لأنظمة التشغيل المتعددة مثل الأندرويد، وتتيح لها تجربة مستخدم متقدمة بفضل تقنية الواقع المعزز التي تساعد العملاء على تحديد أفضل موقع لتثبيت أجهزة الاستقبال الخاصة بهم في منازلهم.

ما هو ستارلينك؟

ستارلينك هي شبكة تضم آلاف الأقمار الصناعية الصغيرة تدور حول الأرض على ارتفاع منخفض نسبيا مقارنة بالأقمار الصناعية التقليدية، ويتيح هذا للأقمار الصغيرة التواصل بسرعة مع الأرض، وتوفير خدمة الإنترنت لمناطق متعددة حول العالم مباشرة من الفضاء.

وكان يتضح مما سبق، أنه مع التحديات الراهنة في غزة، تتضمن إمكانية دخول الإنترنت عملية معينة وتوفير معدات "ستارلينك" التابعة لـ ايلون ماسك، وسيتطلب الأمر وقتًا لتنفيذها بالكامل، ورغم أن هذه العملية قد تكون محدودة في البداية ومخصصة لبعض منظمات الإغاثة، إلا أنها خطوة إيجابية نحو إعادة اتصال القطاع بخدمات الإنترنت، وإذا تم توفير هذه الخدمات في قطاع غزة، فسيكون مشروع ستارلينك هو الجسر الذي يربط غزة ببقية العالم.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

وأشار نتنياهو إلى أن حركة حماس مسئولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.