الهند تستعين بالجيش بعد ارتفاع حصيلة قتلى الانهيارات الأرضية في كيرالا
قال مسؤولون إن الانهيارات الأرضية المتعددة الناجمة عن الأمطار الغزيرة في جنوب الهند أسفرت عن مقتل 108 أشخاص على الأقل، ويخشى أن يكون كثيرون آخرون محاصرين تحت الأنقاض، في حين أعاقت سوء الأحوال الجوية عمليات الإنقاذ.
ضربت الانهيارات الأرضية قرى جبلية في منطقة واياناد بولاية كيرالا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء ودمرت العديد من المنازل وجسرًا، لكن السلطات لم تحدد بعد النطاق الكامل للكارثة.
وقال رئيس وزراء الولاية بيناراي فيجايان في بيان "إن هذه الكارثة أسفرت عن مقتل 108 أشخاص، إنها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها ولاية كيرالا على الإطلاق".
وأضاف أن 128 شخصا آخرين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إنقاذهم.
كان رجال الإنقاذ يعملون على انتشال الأشخاص العالقين تحت الطين والحطام، لكن جهودهم تعطلت بسبب الطرق المسدودة والتضاريس غير المستقرة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية عمال الإنقاذ وهم يشقون طريقهم وسط الوحل والأشجار المقتلعة للوصول إلى العالقين، كما شوهدت سيارات جرفتها المياه من على الطرق عالقة في نهر متضخم.
وحشدت السلطات طائرات هليكوبتر للمساعدة في جهود الإنقاذ، كما تم إشراك الجيش الهندي في بناء جسر مؤقت بعد أن دمرت الانهيارات الأرضية جسرًا رئيسيًا يربط المنطقة المتضررة.
وقالت وزيرة الصحة بالولاية فينا جورج "نحن نحاول بكل الطرق إنقاذ شعبنا".
أعلنت إدارة الأرصاد الجوية الهندية حالة التأهب في ولاية كيرالا بعد أن ضربتها أمطار غزيرة متواصلة. وقد تسببت الأمطار الغزيرة في تعطيل حياة الكثيرين، وأغلقت السلطات المدارس في بعض المناطق يوم الثلاثاء. ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار طوال اليوم.
تتعرض ولاية كيرالا لأمطار غزيرة وفيضانات وانهيارات أرضية، وفي عام 2018، لقي ما يقرب من 500 شخص حتفهم في الولاية في واحدة من أسوأ الفيضانات.
وقالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية إن الولاية شهدت هطول أمطار غزيرة على مناطقها الشمالية والوسطى، حيث سجلت منطقة واياناد ما يصل إلى 28 سنتيمترا "11 بوصة" من الأمطار في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقالت روكسي ماثيو كول، عالمة المناخ في المعهد الهندي للأرصاد الجوية الاستوائية ومقره بوني، "أنماط الرياح الموسمية أصبحت غير منتظمة بشكل متزايد، كما زادت كمية الأمطار التي نتلقاها في فترة قصيرة من الزمن. ونتيجة لذلك، نشهد حالات متكررة من الانهيارات الأرضية والفيضانات على طول منطقة غاتس الغربية".
وقال كول أيضا إن السلطات يجب أن تتحقق من أنشطة البناء السريعة التي تحدث فوق مناطق الانهيارات الأرضية.
وقال "غالبًا ما تحدث انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة فوق المناطق التي يكون فيها تأثير تغير المناخ والتدخل البشري المباشر من حيث تغييرات استخدام الأراضي واضحًا".
وفي عام 2013، أصدرت لجنة معينة من قِبَل الحكومة الفيدرالية تقريراً جاء فيه أن 37% من إجمالي مساحة جبال غاتس الغربية ينبغي أن تُعلَن منطقة حساسة بيئياً، واقترحت فرض قيود على أي شكل من أشكال البناء. ولكن توصيات التقرير لم تُنفَّذ حتى الآن لأن حكومات الولايات والسكان عارضوها.
وتشهد الهند بانتظام فيضانات شديدة خلال موسم الرياح الموسمية، الذي يمتد بين يونيو وسبتمبر، ويحمل معه أغلب الأمطار السنوية التي تهطل في جنوب آسيا. وتعتبر الأمطار بالغة الأهمية للمحاصيل التي تعتمد على مياه الأمطار والتي تزرع خلال الموسم، ولكنها تتسبب في كثير من الأحيان في أضرار جسيمة.
يقول العلماء إن الرياح الموسمية أصبحت أقل انتظامًا بسبب أزمة المناخ والاحتباس الحراري العالمي.