معركة الفاشر.. تصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وتعقيدات الأزمة السودانية
شهدت مدينة الفاشر، غرب السودان، صباح اليوم السبت، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. بدأت هذه الاشتباكات بعد محاولة قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة الاستراتيجية، التي تعد آخر معقل للجيش في إقليم دارفور. هذا الإقليم، الذي يضم خمس ولايات، قد شهد في الأشهر الأخيرة سقوط جميع مناطقه تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
كانت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد بدأت حصار مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لدارفور، منذ العاشر من مايو الماضي. ومنذ ذلك الحين، شنت هجمات متعددة تصدى لها الجيش وقواته المساندة. وقد طالب مجلس الأمن الدولي منذ أسابيع بوقف الحصار للحفاظ على حياة مئات الآلاف من المدنيين في المدينة ومعسكرات النزوح.
في بيان رسمي، قال العميد الركن نبيل عبد الله، الناطق باسم الجيش السوداني، إن "قوات الجيش تمكنت من دحر هجوم كبير شنته مليشيا آل دقلو الإرهابية على مدينة الفاشر"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وفي بيان للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، أُعلن أن "القوات المشتركة للحركات الكفاحية تخوض معركة عنيفة منذ الساعة السادسة صباحاً، متقدمة بثبات في مواجهة مليشيا الجنجويد (التسمية الأخرى للدعم السريع)، وقد تكبدت الأخيرة خسائر فادحة وتواصل قواتنا مطاردتها في عدة محاور".
تأتي هذه المعارك في الفاشر بالتزامن مع الجلسات التشاورية بين وفد الحكومة السودانية ووفد الإدارة الأميركية في مدينة جدة السعودية، حيث يتم بحث أجندة التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع، المقرر عقده في جنيف في الرابع عشر من أغسطس الجاري برعاية وزارة الخارجية الأميركية. كما تتزامن المعارك مع اجتماعات في أديس أبابا لقوى سياسية سودانية، منها "تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية"، و"حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد محمد النور"، و"الحركة الشعبية لتحرير السودان فصيل عبد العزيز الحلو"، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، لبحث سبل إنهاء الصراع والتوصل إلى اتفاق سياسي مستقبلي للبلاد.
وفي المناطق الشمالية من أم درمان والخرطوم بحري، استمرت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، حيث قصفت قوات الدعم السريع مناطق كرري شمال أم درمان التي تحت سيطرة الجيش، مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة مدنيين. من جهة أخرى، رد الجيش بقصف تمركزات لقوات الدعم السريع في بحري والخرطوم وأم درمان الغربية.
كما واصلت مليشيا الدعم السريع انتهاكاتها بحق المدنيين، حيث اجتاحت قرى شمال بحري، ونهبت المنازل وأجبرت السكان على مغادرة منازلهم، مما دفعهم إلى الفرار غرباً نحو الريف الشمالي في أم درمان، بينما واصلت المليشيا قصف المناطق التي لجأوا إليها.