اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

غزة بعد العدوان الإسرائيلي.. معركة الإعمار وسط أنقاض الدماء والدمار

العدوان الإسرائيلي على غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة

العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة خلف دماراً غير مسبوق طال جميع جوانب الحياة في القطاع، حيث لم يسلم أي شيء من هذا الهجوم، في سياسة تهدف إلى تهجير سكان غزة وتصفية القضية الفلسطينية. تواجه عملية إعادة الإعمار تحديات هائلة، إذ يُقدر الخبراء تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 80 مليار دولار ويحتاج تنفيذها إلى 15 عاماً.

وتشكّل عملية إعمار غزة هاجسا لسكان القطاع، فالدمار الذي تركته شهور الحرب الطويلة أنهك مختلف قطاعات الحياة في غزة، حيث قدر خبراء لوكالة بلومبرج تكلفة عملية إعادة إعمار القطاع بأن تتجاوز 80 مليار دولار وتحتاج إلى فترة 15 عاما لتنفيذ ذلك.

إعادة الإعمار ليست المشكلة وحدها التي سيواجهها سكان قطاع غزة ومن سيقوم بالإعمار فحسب، بل إن عملية إزالة الأنقاض هي المعضلة الرئيسية التي ستقف أمام تنفيذ عملية إعادة الإعمار، حيث من المتوقع أن تكون عملية إزالة الأنقاض معقدة بسبب القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة وبقايا الجثث المفقودة تحت الأنقاض.

وتبلغ تكلفة إزالة الأنقاض في قطاع غزة التي تقدر بأكثر من 42 مليون طن، نحو 700 مليون دولار، وتحتاج لفترة لا تقل عن 8 سنوات لإزالة الأنقاض الموجودة نتيجة العدوان المستمر لأكثر من 10 أشهر.

وأفادت تقارير أممية بأن أكثر من 70 بالمئة من مساكن غزة تضررت بجانب المستشفيات والشركات والمحال التجارية والمصارف، حيث قدر البنك الدولي والأمم المتحدة في تقرير سابق تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة بنحو 18.5 مليار دولار.

وتتطلب عملية إعادة الإعمار إخلاء مناطق كاملة من السكان من أجل البناء والتشييد، وهو ما يؤدي إلى موجة أخرى من النزوح الداخلي للفلسطينيين الذين يعانون النزوح المؤلم من مكان لآخر مُنذ السابع من أكتوبر الماضي.

ولا يمكن لعملية إعادة الاعمار المضي قدما ما دامت الحرب في غزة، فجميع عمليات الترميم والبناء تستلزم وقفا للعمليات العسكرية، هذا ما عبرت عنه عدة جهات مانحة التي أوضحت أنه لا يمكن بدء عملية بناء وإعمار بلا ضمانات أمنية وسياسية بألّا تندلع الحرب مرة أخرى في القطاع.

جاء العدوان الإسرائيلي الأخيرعلى قطاع غزة ليكون الأكثر قسوة ودموية، نظرًا إلى معطياته الميدانية الخاصة بأعداد الشهداء والجرحى من جهة، والدمار الهائل في القطاع من جهة أُخرى، وتجاوز إسرائيل لحاجز التردد المتعلق بالاغتيالات من جهة ثالثة .. فمن سيدفع فاتورة إعادة إعمار القطاع الذي دمرته إسرائيل؟.

موضوعات متعلقة