وزير الشؤون الإسلامية السعودي: المرأة السعودية لم تتوقف عند حدود المملكة.. ووصلت إلى العالمية
شارك وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة في الفترة ما بين 25-26 أغسطس 2024م تحت عنوان "دور المرأة في بناء الوعي".
وقال خلال كلمته في المؤتمر: الحمد لله القائل: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"
وصلى الله على نبينا محمد القائل: "النساء شقائق الرجال" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وأضاف: لقد عني الإسلام بالمرأة عناية فائقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فقد بيّن الله جل شأنه في كتابه الكريم، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، حقوقها وواجباتها وحفظ الإسلام كرامتها وأمر ببرها أمّاً وصيانتها أختا وبنتا والقيام بحقوقها زوجة وشريكة في بناء الأسرة التي يقوم عليها بنيان المجتمع، قال الحق سبحانه: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
وتابع: إن المتأمل في النصوص الشرعية يجد فيها رقي التعامل مع المرأة والأمر بالقيام عليها دون تعسف أو ظلم، بل ذهبت النصوص إلى أبعد من ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك (أي لا يبغض) مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
واستكمل: فالمرأة في الإسلام مصونة الجناب محفوظة الحقوق، محل العناية والاهتمام، قال صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا"، فلا يجوز أبدا تنزيل الممارسات الشخصية أو الأعراف والتقاليد المجتمعية التي فيها ظلم أو تعسف ضد المرأة على أنها تعاليم الإسلام وآدابه، بل هي ممارسات جرّمها الإسلام ونهى عن ظلم المرأة أو إيقاع الأذى عليها بأي صورة من الصور، حتى عند النزاع وطلب الفراق وتعذر استمرار الحياة الزوجية، قال سبحانه: (ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير).
واستكمل: إننا في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وبدعم ومتابعة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، نفاخر بتجربتنا في هذا الميدان، حيث حفظت حقوق المرأة وكرمت ونالت نصيبها في التعليم والصحة والحقوق المالية والفرص الوظيفية والقيادية، وهي اليوم تنافس في ميادين البناء لهذا الوطن المعطاء في جميع المجالات داخل وخارج المملكة بفضل من الله ثم بجهود سمو سيدي ولي العهد الذي يعمل ليل نهار لبناء وطن حضاري متقدم في شتى المجالات ومن ذلك تقديم كل أنواع الدعم للمرأة في المملكة ، حيث تبوأت مناصب قيادية عليا وصلت الى مرتبة وزيرة ومن النماذج الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان والتي تعتبر من الهيئات التي ترتبط مباشرة بالملك وتعيين سفيرات تمثل خادم الحرمين الشريفين في 6 دول على مستوى العالم، كما أصبحت المرأة تمثل المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية حيث تشغل الأميرة هيفاء المقرن منصب المندوب الدّائم للمملكة في منظمة الأمم المتحدة للتّربية والعلم والثّقافة (اليونسكو).
وذكر: يعتبر مجلس الشورى السعودي صورة من صور المشاركة بالحكم في المملكة العربية السعودية وفي هذا العهد الزاهر الميمون وبمتابعة من ولي العهد الموفق ارتفع عدد عضوات المجلس إلى نحو30 عضو من بينهم الدكتورة حنان الأحمدي التي تشغل منصب مساعد رئيس مجلس الشورى مما يعطى دلالات واضحت أن حقوق المرأة أصبحت أنموذجا مشرفا، ولم تتوقف المرأة السعودية عند حدود المملكة ولكن وصلت الى العالمية فالدكتورة غادة المطيري تشغل منصب المدير العام لمركز التّميّز في طب النّانو والهندسة في جامعة كاليفورنيا.
وقال: إضافة إلى تميز المرأة السعودية في المجال الاقتصادي في رئاسة مجالس الشركات الريادية الكبرى، وفي مجال التعليم نالت تمكينا متميزا من خلال المناصب الإدارية القيادية ورئاسة عدد من الجامعات، وفي القطاع الصحي في حصول عدد من الطبيبات السعوديات على براءات اختراع في تخصصات دقيقة وأبحاث علاجية متقدمة في طب النانو وهندستها، وفي مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات، سجلت المرأة السعودية حضورا فاعلا في الأبحاث التقنية والاستشراف التكنولوجي، وتقدمت المرأة السعودية في مجال الفضاء والملاحة الفضائية وهندسة الصواريخ وحقوق الإنسان وغيرها الكثير مما يعكس نجاح تجربة المملكة العربية السعودية في تكريم المرأة والعناية بها وتمكينها.
وامتدادا لمنهج قيادتنا الرشيدة تعمل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، على تمكين المرأة في كافة قطاعاتها حيث تم تعيين أول وكيلة للوزارة في منصب وكيلة الوزارة للتخطيط والتحول الرقمي كأول منصب قيادي على مستوى الوزارة منذ إنشائها قبل نحو 30 عاماً، كما تم خلال السنوات الخمس الماضية تعيين قرابة 6 آلاف امرأة في مختلف الوظائف القيادية والادارية، منها تعيين نحو 1300 داعية وواعظة لمخاطبة المرأة، وذلك إيمانا بأهمية دور المرأة في البناء والتنمية وتماشيا مع تحقيق رؤية المملكة 2030، وتمكينها من أداء رسالتها الدعوية والإدارية من خلال المشاركة الفاعلة في الدروس العلمية والدعوية وغيرها فالمرأة هي شريك مهم في صيانة الفكر ونشر منهج الوسطية والاعتدال بل هي اللبنة الأساس والركيزة المهمة في التصدي للفكر المتطرف الغالي الذي يروج له تجار الحروب والفتن.