حماس تكشف عن سياسة جديدة.. الرهائن كأوراق ضغط في فصل جديد من الحرب
أعلنت حماس عن "تعليمات جديدة" لقتل الرهائن في غزة إذا اقتربت القوات الإسرائيلية، مما يشير إلى فصل جديد في النزاع، بحسب مراقبين. تقول شبكة "سي إن إن" إن هذا الإعلان، الذي تزامن مع نشر فيديوهات لرهائن قتلوا مؤخرًا، يأتي في محاولة لاستغلال غضب الإسرائيليين تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفشله في استعادة الرهائن المتبقيين.
عائلة الرهينة إيدن يروشالمي، الذي قُتل مؤخراً، وصفت الفيديوهات بأنها "إرهاب نفسي" قد يؤدي إلى تصاعد الغضب في المجتمع الإسرائيلي. في الأيام الأخيرة، شهدت مدن إسرائيلية تظاهرات واسعة ضد نتنياهو، حيث اتهمه المحتجون بأنه يضحي بمواطنيه للبقاء في السلطة، وهدد بعض أعضاء اليمين بإسقاط الحكومة إذا توقفت الحرب.
شهدت تل أبيب وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة، تخللها اشتباكات مع الشرطة، في حين لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الغضب الشعبي سيؤدي إلى تغيير في سياسة الحكومة تجاه النزاع. يرى بعض المحللين أن حماس لم تعد تعتبر الرهائن ورقة ضغط فعالة، بينما تشير تهاني مصطفى إلى أن حماس قد أخرجت مسألة الرهائن من المعادلة، في ظل رفض إسرائيل لأي صفقة تبادل جديدة.
في سياق متصل، ردّ نتنياهو على مقتل الرهائن بتأكيد استمراره في القتال ضد حماس، مشيرًا إلى أن الرد سيكون قاسيًا. المحللون يرون أن قتل الرهائن قد يكون نقطة تحول، مع تصاعد القلق بشأن مدى فعالية الهجمات العسكرية الإسرائيلية في تحقيق الأهداف المنشودة واستعادة الرهائن المحتجزين.
ولكن بعد مقتل الرهائن الستة، نزل مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع يوم الإثنين للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، في واحدة من أكبر المظاهرات منذ بدء الحرب.
وتساءل الكثيرون عما إذا كان الغضب على مستوى البلاد قد يكون كافياً لإجبار نتنياهو على التحرك.
بدلا من ذلك، ردّ نتنياهو بأن إسرائيل سترد بقوة على حماس لقتل الرهائن الستة، ملمحا إلى أن الرد سيكون أشبه بالضربة ضد حزب الله في يوليو، والتي قتلت الرجل الثاني في الحزب فؤاد شكر.
وأكد نتنياهو مجددا التزامه بالقتال حتى هزيمة حماس، وكرر رفضه سحب الجنود من الحدود بين غزة ومصر، وهي نقطة خلاف جديدة تهدد مرة أخرى بعرقلة المحادثات للتوصل إلى اتفاق.
ويرى محللون أن قتل الرهائن الستة على يد حماس كان نقطة تحول، مما دفع العديد في البلاد إلى التساؤل عما إذا كانت إسرائيل قد وصلت إلى حدود ما يمكن لقوتها العسكرية تحقيقه، وما إذا كان هجومها قد يعرض للخطر أكثر من 100 رهينة من البلاد ما زالوا محتجزين في غزة.
وهو ما تحدث عنه أوري جولدبرج، المحلل السياسي الإسرائيلي والمحاضر في جامعة رايخمان في تل أبيب، لشبكة سي إن إن، بقوله "إن إسرائيل تعيق وتعيق عودة الرهائن".
مستطردا "لقد أصبح من الواضح جدا أن وجود الجيش الإسرائيلي لعب دورا مباشرا في قرار حماس بقتل الرهائن".
"كما أن الشعور بأن حكومة نتنياهو غير كفؤة، وأن رئيس الوزراء يفعل كل هذا لأسباب خاصة به، أصبح الآن أقوى بكثير بالنسبة لكثير من الناس. لذلك أعتقد أن هذه لحظة فاصلة" يُضيف رايخمان.
من جهته، لفت نمرود نوفيك، زميل في منتدى السياسة الإسرائيلية والمستشار الكبير السابق لرئيس الوزراء الراحل شمعون بيريز، إلى أن العديد من الإسرائيليين شعروا بموجتين من الحزن على مدى الأيام الثلاثة الماضية: أولا، لموت الرهائن الستة، ثم، بعد خطاب نتنياهو، "إدراك أن الرجل عازم على مواصلة احتلال غزة بلا نهاية".