أفريكوم تكشف زيف الحقيقة.. تصاعد التوترات في ليبيا والنفوذ الروسي يهدد الاستقرار
نفت القيادة الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" صحة وثيقة متداولة تشير إلى توصية من وزارة الدفاع "البنتاجون" لقائدها الجنرال مايكل لانغلي بمراجعة استراتيجية التعامل مع القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وذلك على خلفية لقاء جمع بين الطرفين في نهاية الشهر الماضي وأثار جدلاً واسعاً.
وأعلنت أفريكوم عبر حسابها على "إكس" أن الوثيقة المتداولة "مزورة بشكل واضح" وتهدف إلى "خداع الشعب الليبي في وقت حرج".
كان الجنرال لانغلي قد زار ليبيا مؤخراً والتقى بعدد من القادة السياسيين في الشرق والغرب، وذلك سعياً لتهدئة التوترات التي ظهرت مؤخراً والتي قد تهدد بعودة البلاد إلى العنف. كما تضمن هدف الزيارة أيضاً مواجهة المخاوف من تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة الشرقية.
وخلال زيارته، التقى لانغلي بكل من خليفة حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وأكدت أفريكوم التزام الولايات المتحدة بالتعاون مع القادة العسكريين المحترفين في ليبيا لدعم جهودهم في حماية السيادة الليبية وتوحيد المؤسسات العسكرية.
من جانبها، أعادت السفارة الأميركية في ليبيا نشر منشور أفريكوم، مؤكدة أن "مثل هذه المحاولات لتزوير المواقف وزرع الفتنة غير مقبولة". وأضافت أن "استقرار ليبيا وسيادتها يعتمد على الوحدة"، مشددة على أهمية استمرار "التواصل مع الفاعلين الأساسيين في جميع أنحاء البلاد".
وفي ظل تعزيز التعاون العسكري بين الجيش الوطني الليبي وروسيا، تثير المخاوف الأميركية والغربية من زيادة النفوذ الروسي في شمال أفريقيا. فقد أظهرت التقارير عقد اتفاقيات عسكرية مشتركة بين موسكو والجيش الوطني الليبي، فضلاً عن الحديث عن نية روسيا إقامة قاعدة بحرية في شرق ليبيا.
وقد مثل وصول قطعتين حربيتين روسيتين إلى قاعدة طبرق البحرية في يونيو الماضي دليلاً على اهتمام روسيا العميق بليبيا، والذي قد يفتح المجال لتوسع النفوذ الروسي في القارة الأفريقية ويهدد دول شمال البحر الأبيض المتوسط.
منذ سنوات، تدعم روسيا الجيش الوطني الليبي في صراعه ضد قوات الوفاق الوطني، مما أثار مخاوف واشنطن وأسهم في إعاقة جهود السيطرة على العاصمة طرابلس وتحرير الغرب الليبي من سيطرة الميليشيات. وقد أسس هذا الدعم لزيادة التعاون العسكري بين روسيا وحفتر، حيث قام الأخير بعدد من الزيارات إلى موسكو والتقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حاليا، يقدر عدد عناصر مجموعة فاغنر الروسية في ليبيا بين 2000 و2500، منتشرين في عدة مواقع عسكرية بما في ذلك قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية، بالإضافة إلى توسعهم إلى الجنوب الغربي في قاعدة براك الشاطئ الجوية، التي تبعد حوالي 700 كيلومتر جنوب طرابلس.