الرئيس السيسي: مصر وتركيا تجمعهما علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته البالغة بزيارة تركيا لأول مرة منذ توليه منصب الرئاسة. في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عبر السيسي عن سروره بلقاء نظيره التركي، الرئيس رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى الروابط التاريخية والشعبية العميقة بين مصر وتركيا، التي تمتد جذورها منذ عهد الزعيم مصطفى كمال أتاتورك.
وصرح الرئيس السيسي بأن هذه الزيارة، إلى جانب الزيارة السابقة للرئيس أردوغان إلى القاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لفتح فصل جديد من الصداقة والتعاون بين البلدين، مع التركيز على دورهما المحوري في الإطارين الإقليمي والدولي، بما يتماشى مع طموحات شعبيهما.
بدأت الزيارة الرسمية للرئيس السيسي إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث يلتقي نظيره التركي في إطار جهود تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، التي شهدت تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة. وقد دُعي الرئيس السيسي إلى تركيا من قبل الرئيس أردوغان، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ تولي السيسي الرئاسة.
تُعتبر هذه الزيارة محطة هامة في تاريخ العلاقات بين البلدين، إذ تعكس الرغبة في تعزيز التعاون عبر مجالات متعددة. من المتوقع أن يشهد اللقاء بين الرئيسين الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، الذي تم إعادة هيكلته بناءً على الإعلان المشترك الذي وقعته الدولتان خلال زيارة أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي. يهدف المجلس إلى وضع إطار شامل للتعاون يتجاوز المجالين الاقتصادي والسياسي ليشمل الأمن أيضاً.
تشمل المواضيع الرئيسية التي سيتم تناولها خلال الزيارة تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية، فضلاً عن توسيع اتفاقية التجارة الحرة واستئناف شحن البضائع بين ميناء مرسين التركي وميناء الإسكندرية.
تأتي زيارة السيسي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متصاعدة، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والوضع المتوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. تسعى كل من القاهرة وأنقرة إلى إيجاد حلول دبلوماسية ووقف التصعيد، وقد دعت الدولتان مراراً إلى وقف إطلاق النار في هذه الأزمات.
كما ستتناول المباحثات الأزمات في السودان وليبيا، حيث تسعى مصر وتركيا إلى تعزيز الجهود المشتركة لإيجاد حلول سياسية تدعم الاستقرار في هاتين الدولتين.
تُعد هذه الزيارة الأولى لرئيس مصري إلى تركيا منذ عام 2012، ومن المتوقع أن تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال توقيع مجموعة من الاتفاقيات، فضلاً عن تحسين العلاقات السياسية والإقليمية بين البلدين.