مؤسسة البيت المحمدي للتصوف تواصل نشر التعريف بالسيرة النبوية: كيف أعد الله تعالى سيدنا محمد لنشر الإسلام؟
تواصل مؤسسة البيت المحمدي للتصوف، والتي يرأسها الدكتور محمد مهنا، أستاذ القانون الدولي، ومستشار شيخ الأزهر سابقا، نشر التعريف بالسيرة النبوية وتاريخ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. ويأتي ذلك في إطار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
واوضحت مؤسسة البيت المحمدي للتصوف، أن رسول الله بدأ رسالته بعد أن أعده الله سبحانه لتلقيها، إن الأنبياء والرسل يعدّهم الله سبحانه قبل ميلادهم، إنه يعدهم في أصلات الآباء والأجداد بالعِرْقِ الطاهر، والميراث النقي... إنهم خيار من خيار من خيار.
واستشهدت بما روي عن الإمام مسلم -بسنده- عن رسول الله أنه قال: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».
وأكدت مؤسسة البيت المحمدي، أن الله اصطفاه من بني هاشم، واصطنعه لنفسه، ورباه على عينه.. لقد رباه سبحانه من قبل الميلاد، ومن بعد الميلاد، ليحمل الرسالة الكبرى، الرسالة العامة الخاتمة، رسالة الإسلام.
وأوضحت مؤسسة البيت المحمدي، أن رسالة الإسلام: طابعها وشعارها وجوهرها، إنما هو: إسلام الوجه لله، هو السجود لله وحده، هو: إياك نعبد وإياك نستعين، إنه التوحيد، أو هو الإسلام.
وتابعت، كلمة الإسلام: تتضمن هذه المعاني التي تتحدد وتتبلور، برغم اختلاف الحروف والنطق، لتلتقي كلها منصهرة في كلمة: الإسلام.
وأشارت إلى أنه كان رسول الله يعد من قبل الميلاد لحمل رسالة الإسلام، وكان يعد من بعد الميلاد لحمل الرسالة: الإسلام .
وأضافت، لقد سارت حياته بعد الميلاد على الطهر والنقاء، وكان أول رمز جميل يعبر عن هذه الحياة، حياة الصفاء والطهر: إنما هو رمز: «شق الصدر».
وأكدت مؤسسة البيت المحمدي، أن هذا الحادث وقع لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه، منذ الطفولة المبكرة، لقد كان صلوات الله وسلامه عليه -إذ ذاك- في بادية بني سعد، عند مرضعته، وبينما هو يلعب مع الغلمان -على ما يروي الإمام مسلم- أتاه جبريل فأخذه فأضجعه فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال: «هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمه، ثم أعاده إلى مكانه».
وتابعت، أنه جاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- يقولون: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو ممتقع اللون، وكان ذلك وهو ابن أربع سنوات تقريبًا.
ولفتت إلى أن هذا الحادث: إنما يرمز إلى أنه -صلوات الله وسلامه عليه- قد طهره الله منذ الطفولة من حظ الشيطان، وصدق بذلك قسم والدته حينما قالت لمرضعته: «والله ما للشيطان عليه من سبيل».
وأكدت مؤسسة البيت المحمدي، أن طُهره واستقامته منذ نشأته، جعل العرب يلقبونه بـ«الأمين»، ولم تكن كلمة الأمين اسمًا له، ولكنها كانت إذا أطلقت لا تنصرف إلا عليه، وكانوا يفرحون بحكمه، ويرضون بتحكيمه.
واستشهدت مؤسسة البيت المحمدي، بقول الربيع بن خيثم: «كان يتحاكم إلى رسول الله، في الجاهلية قبل الإسلام، ثم اختص في الإسلام»، ومن الأمثلة المشهورة في ذلك: قضاؤه في الخلاف الذي كان بني قريش بشأن وضع الحجر الأسود، فإنهم حينما انتهوا في بناء الكعبة إلى حيث يوضع الركن من البيت، قالت كل قبيلة: «نحن أحق بوضعه»، واختلفوا، حتى خافوا القتال، ثم جعلوا حكمًا بينهم أول من يدخل من باب بني شيبة، فيكون هو الذي يقضي بينهم، وقالوا: رضينا وسلمنا بذلك. فكان رسول الله أول من دخل من باب بني شيبة، فلما رأوه قالوا: هذا هو الأمين، قد رضينا بما يقضي بيننا، ثم أخبروه الخبر فوضع رسول الله رداءه، وبسطه في الأرض، ثم وضع الركن فيه، ثم قال: ليأت من كل ربع من أرباع قريش رجل، فكان في ربع بني عبد مناف: عتبة بن ربيعة، وكان في الربع الثاني: أبو زمعة، وكان في الربع الثالث: أبو حذيفة بن المغيرة، كان في الربع الرابع: قيس بن عدي، ثم قال رسول الله: «ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب، ثم ارفعوه جميعًا» ثم وضعه رسول الله بيده في موضعه ذلك.