وقف فوري لإطلاق النار في غزة.. مباحثات مكثفة لـ5 دول لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

لقاءات عديدة أجراها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على مدار يومين، وتصب في صالح الفلسطينيين وحفظ حقوقهم في إقامة دولة مستقلة.
والتقى السيسي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية ووزير خارجية الدنمارك ورئيس ألمانيا الاتحادية ووزير خارجية الكويت.
مباحثات مصرية كويتية لإنقاذ أهالي غزة
واللقاءات ركزت على القضية الفلسطينية، وآخرها مناقشات خلال لقاء وزير خارجية الكويت، عبد الله اليحيا، حيث تطرق إلى الأوضاع الإقليمية، حيث تم استعراض سبل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة، وأوضح الرئيس في هذا الصدد استمرار جهود مصر، بالتعاون والشراكة مع قطر والولايات المتحدة، لتعزيز فرص التهدئة من خلال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بشكل فوري بقطاع غزة، بما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، وإيقاف التصعيد الإقليمي.
وثمن الرئيس المواقف الكويتية الداعمة للقضية الفلسطينية، وأشاد وزير خارجية الكويت من جانبه بالدور المصري المحوري في جهود استعادة الاستقرار بالمنطقة، كما تم الاتفاق على تأكيد ضرورة تحلي الأطراف كافة بالمسئولية، لوقف نزيف الدم، ومنع اتساع نطاق الصراع في الإقليم.
مباحثات مصرية ألمانية
وكما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس ألمانيا الاتحادية فرانك ڤالتر شتاينماير، وشهد اللقاء التباحث حول مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها تطورات الحرب على قطاع غزة، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد ضرورة الوقف الفوري للحرب الدامية، التي تسببت في كارثة إنسانية، فضلاً عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتنفيذ حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بوصفه مسار تحقيق السلام والأمن المستدامين بالمنطقة.
مباحثات مصرية دنماركية
واستقبل الرئيس السيسي اليوم، لارس راسموسن، وزير خارجية الدنمارك، وتناول اللقاء الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث حرص وزير الخارجية الدنماركي على الاستماع إلى رؤية وتقييم السيد الرئيس للأوضاع الراهنة بالمنطقة.
وأشار الرئيس في هذا الشأن إلى الضرورة القصوى لتغليب مسار التهدئة والتوصل لاتفاق، يتم بموجبه وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل المحتجزين، بما يسمح بإنقاذ أهالي غزة من الأوضاع المعيشية المأساوية التي يعانون منها.
وفي ذات الوقت شدد الرئيس على ضرورة أن يتزامن ذلك مع مسار جاد وحاسم لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على النحو الذي يحقق تطلعات شعوب المنطقة نحو العدل والأمن والاستقرار والتنمية، وهو ما اتفق معه الجانب الدنماركي، كما تم التوافق على أهمية الدور الإنساني الذي تضطلع به "الأونروا"، والذي يجب دعمه وحمايته مما يتعرض له من عراقيل.
وقد تطرق اللقاء كذلك إلى عدد من الأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصة الأوضاع في السودان، حيث أكد الرئيس ضرورة دعم السودان الشقيق، مستعرضاً في هذا السياق جهود مصر لاستعادة الاستقرار به.
وشدد على أهمية احترام سيادة السودان ومؤسساته الوطنية، ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، بالإضافة إلى تكثيف الدعم الإغاثي في ضوء تفاقم صعوبة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب السوداني الشقيق.
مباحثات مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، والوفد رفيع المستوى المرافق له الذي ضم مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط.
والجانب الأكبر من اللقاء تركز على الأوضاع في غزة والشرق الأوسط، حيث تم استعراض الجهود المكثفة التي بذلتها مصر والشركاء، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، بحيث يمكن إنهاء الكارثة الإنسانية التي تواجه أهالي غزة، فضلاً عن تمهيد الطريق لإنفاذ حل الدولتين الذي من شأنه فتح آفاق السلام والتعايش والاستقرار والتنمية بالمنطقة. وأكد السيد الرئيس في هذا الصدد خطورة خطوات التصعيد المستمر، التي تدفع في اتجاه توسيع دائرة الصراع.
وشدد في هذا الصدد على المسئوليات التي تقع على عاتق المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، للضغط المكثف في اتجاه التوصل لاتفاق ينهي الحرب الجارية، بما في ذلك العنف والتصعيد الذي تشهده الضفة الغربية، وعلى النحو الذي ينزع فتيل التوتر بالمنطقة ويستعيد الأمن والاستقرار الإقليميين.
هذا، وقد حرص الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي على الإعراب عن بالغ التقدير للدور الذي تقوم به مصر كدعامة أساسية للاستقرار بالمنطقة، مؤكداً اهتمام الاتحاد الأوروبي بالتشاور المتواصل مع مصر، ودعم جهودها الدؤوبة لحفظ الاستقرار الإقليمي خلال تلك المرحلة الحرجة التي تشهدها المنطقة.
كما أشاد الرئيس في هذا الصدد بمواقف "جوزيب بوريل" الموضوعية والمنصفة على مدار الفترة الماضية.