الأمين العام لهيئة كبار العلماء: تناول اللحوم المستنبتة من الحيوان لا يجوز إلا بشروط
أكد الدكتور عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنه لا يجوز تناول اللحوم المستنبتة من الحيوان، إلا بثلاثة شروط: هي أخذ الخلية من حيوان ذبح ذبحًا شرعيا، ولا يجوز أخذها من حيوان حي، أو من حيوان مات من غير أن يذبح، إلا إن كان سمكا أو جرادا، وأن تكون تغذية الخلية المستنبتة خالية من النجاسات، كالدماء المسفوحة، كذلك أن يثبت عدم إضرار اللحوم المستنبتة بصحة الإنسان.
وحيث يصعب تحقيق هذه الشروط، فإنه يجب عدم التسرع في التوسع في استزراع اللحوم الحيوانية قبل التأكد من سلامتها، وتحقق الضوابط الشرعية والصحية.
جاء ذلك ضمن ورقته البحثية بندوة مجمع الفقه الإسلامي، التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة، والتي جاءت بعنوان: "حكم تناول اللحوم المستنبتة من الحيوانات والأغذية المحورة وراثيا والحشرات"، حيث تم التأكيد على أن هذا يتفق مع ما أقرته هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
الحكم الشرعي في أكل اللحوم المصنعة
وكانت أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال بشأن الحكم الشرعي في أكل اللحوم المصنعة.
وأوضحت دار الإفتاء، أن اللحوم المصنعة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : وهو تصنيع اللحم وإنتاجه معمليا عن طريق الخلايا الجذعية للحيوانات في المختبرات ، حتى تكون لحوما صالحة للأكل، وهذا إلى الآن لم يظهر في الأسواق فلا يزال تحت التجربة ، فلا يُتعجل في إصدار الحكم فيه .
القسم الثاني: وهو عبارة عن تجفيف ، أو حفظ اللحم في قوالب معينة ، كالنقانق والمارتَدِلّا وغيرها، فحكم هذا النوع من الأطعمة حكم أصله ، وهو الحيوان الذي أخذ من اللحم المصنع :
وقالت دار الإفتاء إن كان الحيوان مباح اللحم ، فلا مانع من أكله وبيعه وشرائه، لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ) المائدة/ 5 .
وتابعت مع وجوب مراعاة أن تكون طريقة التصنيع والتخزين : صحية ، لا ضرر فيها على آكلها ، سواء كان الضرر لأجل المواد التي تضاف إلى اللحم عند التصنيع ، أو بسبب طريقة التصنيع والحفظ في نفسها .
وأضافت إن كان محرما كالخنزير ، أو كان مباحا كالبقر ، ولكن لم يذبحه مسلم أو كتابي ، أو لم يذك التذكية الشرعية ، سواء كان مقتولا بالصعق أو التغريق أو نحو ذلك : فإنه لحم حرام ، سواء كان مصنعا ، أو بيع على هيئته المعروفة ؛ لأنه بذلك يكون ميتة ، والميتة لا تحل لمسلم .
واستشهدت بقول الله تعالى «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»