إسرائيل وحماس.. لعبة المفاوضات تحت الأضواء الخافتة
تواصل إسرائيل استكشاف إمكانية إبعاد قادة حركة "حماس" من قطاع غزة إلى الخارج، وذلك من خلال تسريبات إعلامية تتناول مقترحات تشمل رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار. هذه التحركات تأتي في إطار جهود غير رسمية تقوم بها إسرائيل للترويج لصفقة تبادل مع الحركة، تتضمن إبعاد بعض قادتها، وهو ما قوبل بالرفض من قبل "حماس"، التي تعتبره بمثابة هزيمة سياسية.
مقترحات جديدة
صحيفة "هآرتس" العبرية أفادت بأن مسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو يدرسون إمكانية صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، تتضمن السماح للسنوار بالخروج من غزة إلى السودان. من المتوقع أن يسهم هذا المقترح في إنهاء حكم "حماس" في القطاع. المسؤولون الإسرائيليون يأملون أن يفضل السنوار العيش في الخارج على مواجهة مصير الموت في الأنفاق، حيث يمكنه إعادة بناء الحركة والعودة لاحقًا بصورة المنتصر.
المقترح قد يشمل أيضًا رفع تجميد أصول "حماس" في السودان، وقد صرح نتنياهو بأنه لن يصر على قتل السنوار، بل قد يُفكر في نفيه كجزء من اتفاق لإنهاء النزاع. في وقت سابق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأن إسرائيل عرضت إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل تأمين خروج السنوار وكل من يرغب من عناصر "حماس".
موقف حماس
لكن المحلل السياسي محمد هواش اعتبر أن "حماس" ورئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار لن يقبلوا بأي مقترح يتضمن إبعادهم، مؤكدًا أن ذلك يمثل تنازلاً غير مسبوق أمام إسرائيل. هواش أشار إلى أن إبعاد القادة سيؤدي إلى إضعاف الحركة ويجعل من الصعب عليها السيطرة على القطاع.
وأضاف أن هذه التسريبات هي محاولة إسرائيلية لجس نبض "حماس"، مشددًا على أن السنوار قد يجد مخرجًا في الخارج فقط بعد انتهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
خداع إسرائيلي
في المقابل، أشار المحلل السياسي يونس الزريعي إلى أن إسرائيل تحاول خداع "حماس" عبر هذه المقترحات، معتبرًا أن القبول بإبعاد السنوار يعتبر تنازلًا كبيرًا ستواجهه الحكومة الإسرائيلية معارضة من اليمين. الزريعي اعتبر أن مثل هذا التنازل يعد مغامرة غير محسوبة النتائج، إذ أن "حماس" سترفض أي اتفاق يحدد إبعاد قياداتها.
وتوقع الزريعي أن أي اتفاق يتضمن إبعاد السنوار سيكون له عواقب وخيمة على الحركة، وقد يؤدي إلى عدم قدرتها على حكم غزة. وأكد أن الحل الوحيد لاستعادة الهدوء يكمن في صفقة شاملة بين "حماس" وإسرائيل برعاية إقليمية ودولية، لضمان تهدئة عسكرية طويلة الأمد.