الرئيس الكاميروني بول بيا.. صمت الرئاسة يثير جدل غموض صحة قائد البلاد
حظرت الحكومة الكاميرونية أي نقاش حول صحة الرئيس بول بيا، البالغ من العمر 91 عامًا، بعد أن أثار غيابه الطويل تكهنات واسعة النطاق حول وضعه الصحي. في رسالة مؤرخة 9 أكتوبر، قال وزير الداخلية بول أتانجا نجي إن مناقشة صحة الرئيس تُعتبر مسألة تتعلق بالأمن القومي، مضيفًا أن هذه الشائعات “تزعج هدوء الكاميرونيين”.
وشدد الوزير على أنه "يحظر منعا باتا" أي نقاش في وسائل الإعلام حول حالة الرئيس، مهددًا بأن "المخالفين سيواجهون صرامة القانون". كما أمر المحافظين بإنشاء وحدات لمراقبة البث على القنوات الإعلامية الخاصة وشبكات التواصل الاجتماعي.
تسببت هذه الخطوة في انتقادات باعتبارها عملًا من أعمال الرقابة الحكومية. وقد علق الصحفي هيسنث شيا، المقيم في ياوندي، قائلاً: "الرئيس ينتخبه الكاميرونيون ومن الطبيعي أن يشعروا بالقلق بشأن مكان وجوده". وأضاف أن هناك مناقشات ليبرالية حول صحة زعماء آخرين في العالم، بينما يعد الأمر هنا "من المحرمات".
عبرت لجنة حماية الصحفيين، المدافعة عن حرية الصحافة، عن قلقها الشديد. واعتبرت أنجيلا كوينتال، رئيسة برنامج إفريقيا في اللجنة، أن محاولة الحكومة للاختباء خلف الأمن القومي في مثل هذه القضية الكبرى هو أمر شائن، واقترحت ضرورة ظهور الرئيس بشكل علني لإنهاء الشائعات.
وأشار أحد الصحفيين الكاميرونيين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن هذا الحظر يُعتبر انتهاكًا لحقوقهم، محذرًا من تأثير ذلك على كيفية تغطيتهم للأخبار. كما أعرب عن مخاوفه من أن يؤدي ذلك إلى استهداف الصحفيين بسبب تقاريرهم.
في وقت سابق، ذكرت السلطات أن الرئيس يقوم بزيارة خاصة إلى جنيف وبصحة جيدة، ورفضت التقارير التي تشير إلى إصابته بالمرض ووصفتها بأنها "محض خيال". ومنذ حضوره منتدى صيني-إفريقي في بكين في أوائل سبتمبر، لم يظهر بيا علنًا، مما أثار مزيدًا من النقاش حول صحته.
إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، فإن الكاميرون، التي لم يرأسها سوى رئيسين منذ استقلالها، قد تواجه أزمة خلافة فوضوية في حال تدهور صحة بول بيا أو وفاته.
الكاميرون تطمئن مواطنيها.. صحة الرئيس بيا جيدة رغم الشائعات
أصدرت الرئاسة الكاميرونية بيانًا يهدف إلى طمأنة المواطنين بشأن الحالة الصحية لرئيس البلاد، بول بيا، حيث أكدت أن صحته "رائعة". وأوضحت الرئاسة أن الرئيس يمارس مهامه من مقر إقامته في جنيف، التي لم يغادرها منذ وصوله إليها قادمًا من بكين.
تزايدت الشائعات حول صحة بيا وادعاءات وفاته بعد غيابه عن المشهد العام منذ مغادرته بكين في أوائل سبتمبر، عقب مشاركته في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك). وقد أسهمت هذه الشائعات أيضًا في غياب الرئيس عن الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بالإضافة إلى عدم حضوره في القمة الفرانكوفونية التي عُقدت مؤخرًا في باريس. وقد وصلت بعض وسائل الإعلام في دول أخرى إلى حد الإعلان عن وفاة الرئيس.
يُذكر أن بول بيا، الذي وُلِد في 13 فبراير 1933، يُعتبر أقدم زعيم في أفريقيا، حيث يتولى الحكم في الكاميرون منذ ما يقرب من 42 عامًا.