اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الرئيس الأوكراني في بروكسل.. هل يمكن لـ«كييف» بناء «موقع قوة» في ظل التحديات العسكرية؟

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

في سياق الصراع المستمر مع روسيا، يدرك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تمامًا أن السيطرة على الأرض تمثل أحد أبرز عوامل فرض توازنات المفاوضات. ومع ذلك، يظهر زيلينسكي رغبة في البحث عن "موقع قوة" في المفاوضات، رغم عدم تحقيق تقدم عسكري واضح على الجبهات.

خلال زيارته الأخيرة إلى بروكسل، عرض زيلينسكي "خطة النصر" التي تأمل أوكرانيا من خلالها تعزيز موقفها قبل الدخول في أي مفاوضات مع روسيا. وأكد أمام قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27، أن أوكرانيا يجب أن تكون قوية إذا ما أرادت خلق مساحة للدبلوماسية. وأوضح زيلينسكي أن روسيا لن تتوجه نحو المفاوضات إلا عندما تدرك عدم قدرتها على تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية.

خلال هذه الزيارة، أعرب زيلينسكي عن دعم دول الاتحاد الأوروبي لبلاده، ولكنه لم يحصل على تأكيد مباشر حول خطته. في نهاية القمة، أكد زعماء الاتحاد التزامهم الثابت بدعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا، لكن لم يكن هناك أي إشارة واضحة إلى الخطة التي طرحها.

الوضع العسكري في أوكرانيا لا يزال مقلقًا، إذ تتراجع القوات الأوكرانية في بعض الجبهات، خاصة في دونباس، حيث تم الإعلان عن سيطرة الجيش الروسي على المزيد من البلدات. في إطار دعم أوكرانيا، وافق الاتحاد الأوروبي مؤخرًا على إقراض أوكرانيا ما يصل إلى 35 مليار يورو، وهو جزء من حزمة أكبر بقيمة 50 مليار دولار تم الاتفاق عليها من قبل مجموعة السبع.

ومع ذلك، تتعالى الأصوات المعارضة، إذ انتقد رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، خطة زيلينسكي، مشيرًا إلى ضرورة بدء مفاوضات مع روسيا بأسرع وقت ممكن.

في جانب آخر، ناقش زيلينسكي موضوع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال اجتماع وزراء الدفاع. دعا زيلينسكي الحلف إلى تقديم دعوة فورية لأوكرانيا للانضمام، معتبراً أن ذلك هو الضمان الحقيقي لأمن بلاده. لكن الولايات المتحدة وألمانيا أبدتا تحفظاتهما على الانضمام الفوري، حيث قد يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع مع روسيا.

ورغم التحديات والصعوبات، يبدو أن زيلينسكي مصمم على عدم تقديم أي تنازلات إقليمية، ويحث الحلفاء الغربيين على دعم أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى لاستهداف المواقع العسكرية الروسية.

ترامب وأثره المحتمل على الأزمة الأوكرانية: هل تلوح في الأفق سياسة جديدة؟


يستمر احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في تشكيل محور حديث حول مستقبل الأزمة الأوكرانية، حيث يُنظر إلى انتخابه كتهديد محتمل للدعم الأمريكي المقدم لكييف منذ اندلاع الحرب في عام 2022. يُنتظر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مما يزيد من حدة التوترات في هذا السياق.

أشار موقع "بوليتيكو" الأمريكي إلى تصريحات ترامب، التي تُلقي باللوم على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نشوب الحرب. حيث صرح ترامب قائلاً: "ما كان ينبغي له أبداً أن يسمح ببدء هذه الحرب"، مما يُفهم على أنه دعم صريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

خلال مناظرته الأخيرة مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، تحدث ترامب عن ضرورة إنهاء الحرب، لكنه تجنب الإجابة المباشرة مرتين عن سؤال حول ما إذا كان يرى أن أوكرانيا يجب أن تحقق النصر.

وفي بودكاست مع المعلق المحافظ باتريك بيت ديفيد، أكد ترامب مرة أخرى: "لم يكن ينبغي له أبدًا أن يسمح ببدء هذه الحرب.. الحرب خاسرة". هذه التصريحات تثير تساؤلات حول كيفية تغيير السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا في حال عودة ترامب إلى الرئاسة، وهو ما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في العلاقات الدولية.

إجمالاً، يبدو أن موقف ترامب قد يؤدي إلى إعادة تقييم الدعم الأمريكي لأوكرانيا، مما يجعل مستقبل النزاع غير مؤكد ويعكس تباين الآراء في واشنطن حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة الجيوسياسية المعقدة.