«نعمة الماء: رؤية إسلامية طبية» على مائدة حوار الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر
يعقد الجامع الأزهر، الإثنين الملتقى الفقهي بين الطب والشرع بعنوان "رؤية معاصرة"، الذي يناقش على مائدته "نعمة الماء من المنظور الإسلامي والطبي"، فنعمة الماء من أجَلِّ النعم، فهو سر الوجود، وأرخص موجود، وأغلى مفقود، وأساس الحياة كما أخبر ربنا المعبود. فسبحان الذي أنزل من السماء ماءً بقدر، نقياً من الشوائب والكدر، فعمَّ به البوادي والحضر.
ويأتي ذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
ويستضيف الملتقى كل من؛ الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والدكتور جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة بالقاهرة، ويُدير الحوار د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.
توضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة
وأكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مشدداً على أن المحافظة على نعمة الماء والتعاون مع الجهات المعنية في ذلك مطـلب شرعي، فمن المهم الأخذ بالوسائل التي تعين على حفظ المياه ومصادرها من الهدر والضياع، والاستعانة بتقنية الترشيد في البيوت والمزارع والمؤسسات، والاستفادة من المياه المسـتخدمة في الوضوء ونحوه في سقي المزروعات والمسطحات، فذلك خير من إهـدارها.
من جانبه، أشار د. هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
الإسلام دين رقي وحضارة ينأى بمصادر المياه عن كل ما يكدر صفاءها
وأضاف بقوله إن الإسلام دِينُ رقي وحضارة ينأى بمصادر المياه عن كل ما يكدر صفاءها، ويلوث نقاءها، فنهى عن البول في الماء، لا سيما الراكد منه، لأن في ذلك تنجيساً للماء وإيذاء لمستعمليه، فكل سلوك ينتج عنه تلوث المياه أو إهدارها هو إيذاءٌ وضررٌ منهي عنه في الإسلام.
الجامع الأزهر يعقد ملتقى السيرة النبوية
وكان عقد الجامع الأزهر، ملتقى السيرة النبوية الأسبوعي تحت عنوان «اليتيم المبارك والأدب الحسن»، بمشاركة الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، والدكتور نادي عبد الله، أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية لشؤون الدراسات العليا، وحضور عدد من الباحثين والطلاب وجمهور الملتقى. من رواد الجامع الأزهر.
وفي كلمته، أكد الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة ، أن حياة النبي ﷺ، منذ ولادته يتيمًا وحتى بعثته، تقدم نموذجًا عظيمًا للبشرية يُحتذى به، فاليتم لم يكن عيبًا، بل شرف عظيم بعد أن وُصف به رسول الله ﷺ. وقد قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾، فأراد الحق سبحانه أن تكون تربية النبي مباشرة منه دون تدخل أب أو أم أو أحد من البشر، لتكون شخصيته مثالية في كل الجوانب.
وأضاف أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية، أنَّ أمية النبي ﷺ كانت معجزة، فهو الأمي الذي علَّم العلماء، والمربي الذي زكَّى النفوس، كما قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾، حيث سبقت التزكية التعليم في دلالة على أهمية التربية والتنقية قبل بناء العقول.