«الجامع الأزهر»: تكرار ذكر الماء في القرآن الكريم 63 مرة دليل على عظمة وقدر هذه النعمة
توجه الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، بالشكر لفضيلة الإمام الأكبر على رعايته للمناقشات التي تندمج فيها الآراء الشرعية بالرؤى العلمية الحديثة، تماشيًا مع قضايا العصر، ومنعًا من حدوث تصادم بين الأحكام الشرعية وواقع الناس، من خلال تقديم رؤية علمية تتفق مع الشريعة وتتسق مع حركة الحياة، والأزهر عبر تاريخه الطويل خرج علماء موسوعيين جمعوا بين علم الشريعة والعلوم الحديثة، وهو ما كان له أثر كبير في طرح حلول لضبط المستجدات في كل عصر، وهذه المناقشات التي تجري اليوم في رحاب الأزهر تأكيد على هذا الدور.
الماء هو روح الحياة النابضة وسر الخلق ومصدر الوجود
وقال نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر، إن الماء هو روح الحياة النابضة، فهو سر الخلق ومصدر الوجود الذي منحه الله سبحانه وتعالى للإنسان، ليسهل عليه عملية إعمار هذا الكون، وسواء كان الماء عذبًا أو مالحًا، ففيه فوائد كثيرة لحركة الحياة بشكل عام، ولا يمكن أن نتصور قيام حياة بدون هذا السائل الذي جعله الله سببًا للحياة "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، والعلم الحديث أثبت أن خلايا الإنسان معظم مكوناتها من الماء لهذا يحتاج الإنسان إلى الماء بشكل أساسي، وتكرر ذكر الماء في القرآن الكريم 63 مرة مما يدل على عظمة وقدر هذه النعمة الكبيرة.
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، أن فقدان الماء أو تأثر مصادره يسبب اختلالًا في النظام البيئي وتدهورا للحياة، لهذا السبب حثنا دينا الحنيف على ترشيد استهلاك هذا المورد الثمين والحفاظ عليه بشتى الطرق، لأن الحفاظ على الماء هو جزء من ضمان استمرار الحياة بشكل عام، والعلم أثبت بالتجارب العلمية أن الماء شرط أساسي لبقاء الإنسان على قيد الحياة، حيث تساهم نسبة المياه الموجودة في أجزاء الجسم في الحفاظ على وظائف أعضاء الجسم والقيام بدورها الحيوي، فكل خلية من خلايا جسم الإنسان تحتاج إلى الماء لتؤدي وظيفتها، وتلتقي الحكمة الشرعية مع الحقائق العلمية في تأكيد أهمية الماء لاستمرار الحياة، وأنه المصدر الرئيس لكل مقومات الحياة، "وجعلنا من الماء كل شيء حي".
البذور تنبت عند سقوط المطر بدرجة كافية لتحفيز النشاط الإنزيمي
وعن علاقة النبات بالماء؛ أوضح د. جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة، البذور تنبت عند سقوط المطر بدرجة كافية لتحفز النشاط الإنزيمي داخل الجنين لتحويل المواد المخزنة في صورة معقدة لمواد بسيطة يستخدمها الجنين في عمليات الانقسام الخلوي المؤدية في النهاية لظهور السويقة الجنينية المكونة للمجموع الخضري والسويقة الجنينية السفلي المكونة للمجموع الجذري.
وأضاف عميد كلية الزراعة: وتختلف الاحتياجات المائية للأشجار البالغة علي حسب مراحل نموها وأيضا بحسب كونها مستديمة الخضرة أو متساقطة الأوراق، فمرحلة بداية النمو الخضري في الربيع تحتاج إلى كميات قليلة من المياه مع ضرورة وجود دفعة من العناصر الغذائية خاصة الأزوت، وفي مرحلة التزهير يجب الحرص الشديد في عمليات ري النباتات، فلا زيادة في الري ولا تعطيش لضمان نجاح عملية التلقيح والإخصاب والتي تؤدي لعقد الثمار، ثم بعد ذلك مرحلة نمو الثمار وزيادتها في الحجم والتي تتطلب إمدادًا مائيًا بشكل جيد نتيجة لزيادة سرعة عمليات انقسام خلايا الثمار وزيادة حجم تلك الثمار، مما يتطلب وجود إمداد كافي من العناصر الغذائية وبخاصة البوتاسيوم والذي يلعب دورًا كبيرًا في زيادة حجم الثمار وجودتها بجوار العناصر الكبري الأخري، ثم تقليل كميات المياه في المرحلة الأخيرة من مراحل نضج الثمار حتي جمعها.
وتابع: ونهاية وبعد جمع الثمار يتم إعطاء الأشجار احتياجاتها المائية المناسبة للظروف البيئية المحيطة ودرجات الحرارة، مع إمداد تغذوي بالعناصر الغذائية اللازمة لتعويض ما تم استنفاذه من الأشجار والذي يصل في بعض الدول لمد الأشجار بنصف احتياجاتها السنوية من الوحدات السمادية.
مدير الجامع الأزهر: أكرمنا الله بكنز ثمين هو نعمة الماء فجعله أساس الحياة على الأرض
ومن جانبه قال الدكتور عودة، مدير عام الجامع الأزهر، لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بكنز ثمين هو نعمة الماء، فجعله أساس الحياة على الأرض، وعلينا الحفاظ على هذه النعمة لاستدامة الحياة، وهو ما يسترعي منا النظر إلى هذه النعمة العظيمة التي منحنا الله إياها فلا نستهين بها، ولا نسرف في استخدامها، ونقاشات الأزهر حول هذه القضايا تأتي في إطار الربط بين الحكم الشرعي والرؤية العلمية، تيسيرا على الناس، ولتذكرهم بالأهمية الحقيقية لهذه النعم، وتحثنا على العمل على شكر الله عليها وشكر الله لا يكون إلا بالحفاظ على نعمه.
الجامع الأزهر: نعمة الماء رؤية إسلامية طبية
ونظم الجامع الأزهر اليوم، الملتقى الفقهي تحت عنوان "نعمة الماء رؤية إسلامية طبية" وذلك بحضور كل من؛ أ.د محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، وأ.د جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة بجامعة الأزهر، وأدار الحوار الدكتور هاني عودة مدير الجامع الأزهر.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.